ناس كتير بتسألني السؤال ده، هو أنا لو خدت الدوا ده هيغير من الدماغ أو يخليها أسوأ؟ مع سرد الأعراض الجانبية اللي بتحصلهم بسبب الدواء وهنا فيه نقطتين أساسيتين لازم نفتكرهم أول نقطة هي أنه المرض النفسي نفسه بيغير في الدماغ من جوه، يعني اللي بيسيب الاكتئاب أو القلق بدون علاج، ده نفسه بيغير في شكل الدماغ من جوه بيأثر على حجات كتير جداً، زي النواقل العصبية المختلفة وزي المستقبلات العصبية وحتى كمان حجم الدماغ نفسه مع الوقت بيصغر في بعض الأمراض وبيحصل ما يُشبه الضمور, فابالتالي أصلاً الخوف من المرض على الدماغ أكبر من الخوف من الدوا نفسه. النقطة التانية أن معظم الأدوية النفسية إن لم يكن كلها مش بتحوّل الدماغ وإلا لو كانت بتعمل كده فعلاً وبهذه البساطة مكانش حد غِلب أساساً يعني! هي بتعمل حاجتين بشكل رئيسي ومبسّط الشيء الأول أنها بتحاول تُعيد الدماغ لطريقة العمل الطبيعية، يعني لو في نواقل عصبية مثلاً مٌستهلكة أو خلصانة، هي بتخلي الكمية اللي موجودة طبيعي في الجسم تشتغل أكتر عشان تعوّض الناقص، وهكذا. وده اللي بيخلي التحسن بتاعها بطيء، لأنها مش بتعمل سحر، هي بتحاول تساعد الدماغ أنه يشتغل بكفاءته الطبيعية اللي أصبحت مفقودة بسبب المرض. الحاجة التاني اللي بيعملها الدوا هي للأسف الأعراض الجانبية، ولكن دي حاجة مش مقتصرة على الأدوية النفسية فقط، إطلاقاً، بل أي حد بياخد أي دوا مهما كان طبيعي جداً أنه هيحصل منه بعض الأعراض الجانبية وهنا فيه ميزة كبيرة أنه معظم الأعراض الجانبية بتختفي تماماً خلال أسبوعين أو تلاتة من تعاطي الدواء. وده النسبة الأكبر من الأعراض. طب ولو فيه أعراض جانبية مكملة؟ هنا ممكن يحصل كذا حاجة أولها ممكم الطبيب يكون عنده بديل أصلا للدوا ده يقوم بنفس الدور بدون هذا العرض الجانبي وده موجود كتير في الطب النفسي أو ممكن يكون فيه دوا بيعالج أصلاً العرض الجانبي، زي لو دوا بيعمل رعشة في الايد، في دوا بيتاخد عشان يمنع ده. طب لو فرضنا مفيش بديل ومفيش علاج للعرض الجانبي خلاص؟ هنا الدكتور والعيان بيحاولوا يوصلوا مع بعض ل حاجة بنسميها Risk / benefit analysis يعني إيه هي الأضرار والمميزات بتاعة الاستمرار على الدوا ده؟ مقابل العودة للمرض؟ ومفيش أي إجبار في الموضوع، الفكرة هي في وجود طبيب متفهم ومريض مستعد للنقاش بردو. إنما المضر هو عدم التواصل مع الطبيب وفهم أسبابه لكتابة كل دواء إيه، وتتناقش معاه لحد ما توصلوا لحلول مُرضية ليك في حدود الاستطاعة طبعاً
تم النشر الخميس، ١٩ يناير ٢٠٢٣
في نقطة من وجهة نظر الطب النفسي ممكن ناس كتير متعرفهاش، وهي إنه العادة السرية ممكن تكون في الحقيقة مش عادة سرية أصلاً! إزاي يعني؟! يعني العادة السرية أحياناً بتكون مجرد (قناع) بتلبسه مشاكل تانية، وتيجي في شكل العادة السرية. وخصوصاً حاجة زي اضطراب القلق العام، والاضطرابات المزاجية المختلفة. بشكل عام المشاكل النفسية المكتومة اللي مش بيتم التعامل معاها بشكل سليم بتتحول لأشكال أخرى، ضمنها أوجاع الجسم، وضمنها البحث عن مواد مُخدّرة، وهنا العادة السرية بتشتغل زي الموادّ المخدرة، وعشان كده بيحصل معاها الإدمان، ومش بتكون مجرد عادة بتحصل لتفريغ شهوة طبيعية، لا الموضوع بيدخل في إدمان فعلياً ومراحل صعبة منه كمان. وده على فكرة من علامات إنه العادة السرية مجرد (قناع) لمشكلة تانية أعمق بكتير. أول ما تلاقيها دخلت في شكل الإدمان، إعرف أن الموضوع فيه إنّ، والموضوع معادش مجرد حاجة لتفريغ لتفريغ الشهوة. طيب والحل؟! أول حاجة توصل لتشخيص صحيح للمشكلة، ونسأل نفسنا سؤالين الأول: هي العادة دي إيه اللي وراها؟ هل أنا مضغوط زيادة عن اللزوم فبهرب بيها؟ هل فيه حجات تانية بشتكي منها في حياتي بتخليني ألجأ لها؟ ظروف أسرية؟ مذاكرة وضغط عصبي؟ مزاج متخبط؟ الثاني: هل أنا بطبيعتي شخصية إدمانية؟ هل أنا شخصية بدور دايماً على (الرضا السريع)؟ بلعب جيمز عشان الإنجاز فيها سريع؟ باكل كتير عشان المتعة فيه سريعة وسهلة؟ تاني حاجة بقى نبدأ نعالج المشكلة! وده هيبقى عن طريق حاجتين أول علاج: علاج المشكلة الأعمق (لو فيه مشكلة أعمق) تاني علاج: نستبدل الدور اللي بتقوم بيه العادة السرية بحاجة تانية تعمل نفس الدور (مؤقتاً) مثلاً أنا فهمت أني لما بتضغط جامد بفكر فيها، طيب نبدل بقى هنا العادة بنشاط تاني يزيل القلق والتوتر تالت علاج: العادة هي سلوك إدماني في المقام الأول، وعلاجها زي علاج الإدمان بالظبط، نبعد عن المؤثرات وأي حاجة بتفكرني بيها، نسحب كل الأجهزة أو الأدوات اللي بتساعد في الموضوع ده، وغيره كتير من طرق علاج الإدمان. ------------------------- اسمحلي أعلق من وجهة نظر دينية بردو بنقط بتفرق مع ناس كتير.. : أولاً: لو العادة مرتبطة بأي سلوك تاني حرام، نمنع السلوك ده تماماً، وبالتحديد الأفلام الإباحية وأمثالها، ليه؟ لأنه حاجة زي الأفلام الإباحية حُرمتها أعظم بكتييييير جداً من مجرد العادة السرية، لأن فيها تطلع على عورات الناس، ومشاهدة الزنا، ونفع الزُّناة، والتشجيع على الزنا والفاحشة، وغيره كتير أوي أوي! ده غير إنك ممكن تبرر لنفسك العادة بأي مبرر، لكن الأفلام ملهاش أي مبرر إطلاقاً. : ثانياً: منعلّقش على الذنب، ونتعامل معاه صح. طب إزاي أتعامل مع الذنب صح؟ أول ما نعمل الذنب منقعدش نولول جوه الذنب! لأ خلاص إتبع الحسنة السيئة تمحها. تاني حاجة نفهم، (أنا لستُ خطأي)، ودي حاجة مهمة في علم النفس بردو. مش معنى إني عملت خطأ معين أني أوصم نفسي بيه، ونقعد نقول، آه أنا أصلاً وحش عشان كده بعمل كده، أنا أصلا بني آدم مش كويس، فطبيعي يحصل مني كده! لأ نهائي، خلاص محمد عمل خطأ ، انتهى، لكن محمد مش هو الخطأ، محمد مش وحش ولا سيء، هو شخص فيه الخير وفيه الشر زي كل الناس، وعمل خطأ، ودلوقتي هيعمل وراه حاجة صح. خلاص انتهى، مات الكلام، مش هنقعد نولول ده من كيد الشيطان للإنسان، آدم لما أخطأ تاب، ربنا فوراً عفا عنه، انتهى، إنما إبليس لأ، أخطأ وأصر على الخطأ وقعد يلوم وقال (أغويتني)، فطبييعي مش هيسيبك تتوب. تالت حاجة وأخطر حاجة، اليأس من رحمة الله، افتكر ده كويس، لما تعمل الخطأ وتقعد تلوم نفسك بدون ما تتوب وتعمل حسنات، انت كده قفلت في نفسك باب حسن الظن بالله وحب الله.
تم النشر الخميس، ٢٢ ديسمبر ٢٠٢٢
هو طبعا السؤال غامض جداً، ومش محدد، بس خلينا نقول أنه دايماً أول خطوة في أي مشكلة هو إني أعرف أحدد المشكلة بدقة شديدة. ففي حالتك مثلاً، محتاج تحدد، هل أنا عارف أسباب مُحتملة للإحساس بالكآبة ولا لا؟ هل ممكن أنا بمر بظروف صعبة دلوقتي هي اللي متسببة في إحساسي ده؟ ولا الاكتئاب اللي عندي ملوش مسكة؟ مش عارف أحددله أي حاجة، مش عارفله سبب ولا شايف أنه مناسب أو مع ظروفي؟ أو هو مناسب مع ظروفي بس أنا بردو مكبر الموضوع عن الناس اللي حواليا؟ فحاسس إن فيه حاجة غلط؟ ولا عندي أفكار سلبية أو أفكار بتجرني لورا ومعتقدات مش حلوة عن نفسي وعن العالم فمخليناني على طول حاسس باليأس والحزن؟ لو مفيش سبب للإحساس بالكآبة، هنا ممكن نقول أنه الموضوع ممكن يكون مرض ومحتاج تدخل دكتور، طب أعرف إزاي هو مرض ولا أنا حزين حزن عادي؟ أول حاجة بنبص عليها نشوف مزاج الحزن أو إحساس الكآبة ده موجود طول اليوم ولا بيروح وييجي؟ ولو بيروح وييجي، يا ترى أغلب الوقت إيه اللي مسيطر أكتر الحزن ولا حاجة تانية؟ ويا ترى المزاج بيتغير مع حصول أحداث حلوة ولا بيفضل الحزن هو اللي مسيطر؟ طيب الكلام ده بقاله أد إيه؟ أسبوعين ولا أكتر ولا أقل؟ هل حصل أن طول مدة الأسبوعين مثلاً المزاج اللي مسيطر هو الحزن بس؟ : تاني حاجة مهمة بردو حاجة اسمها anhedonia ودي عبارة عن حاجة شبه اللامبالاة، بيتجي في كذا شكل، بتخلي الحجات اللي كنت بتحبها زمان وبتنغمس فيها وبتبسطك بقت بالنسبة لك ولا أي حاجة، حجات زي الكورة، الخروجات، الحجات دي، بيسيطر إحساس اللامبالاة بيها نهائي، وكمان معادش فيه مشاعر تجاهها أصلاً، وسعات تجاه الناس القريبين منك كمان. : من العلامات المهمة التغيرات اللي بتحصل في النوم وفي الأكل، واحد كان بينام 8 سعات بقى بينام 12 أو بقى بينام مقلّق ساعتين ويقوم، واحد كان بيتغدى ويتعشى، دلوقتي أصلاً معادش عنده شهية للأكل خالص، أو بالعكس بقى بياكل بشراهة جداً أو بيطلع غله في الأكل زي ما بيقولوا. : وكمان من العلامات المهمة هي حالة الجسم العامة، الجسم متخدّل وحاسس إنه كل حاجة تقيلة على قلبك وكأنك شايل الدنيا فوق كتافك وانت بتتحرك، مفيش طاقة تعمل حاجة، مفيش نفس تعمل حاجة، ولو عملتها تعملها ببطء وتعب. وعلى فكرة ممكن العكس، تلاقي نفسك متكهرب حركات عصبية طول الوقت جسمك نار مش بيهدا، بردو ده سعات بيكون من أشكال الاكتئاب. : عندك كمان حاجة زي التركيز! تلاقي الناس بتتكلم وانت مش سامع ولا معاهم اساسا! لو بتشتغل مش عارف تركز في شغلك، ولو بتذاكر الصفحة اللي كانت بتاخد خمس دقايق تاخد ساعة، مخك عمال يروح وييجي وأنت مش عارف انت اصلا بتفكر ف ايه. : بردو من علامات الاكتئاب المميزة أوي هو الإحساس العامّ بالذنب! يعني تلاقي نفسك حاسس بالذنب كده وخلاص، أنا وحش مع الناس، أنا أصلاً مش كويس، حتى سعات تبقى حاسس بالذنب من موقف أو تجاه شخص، وتلاقيه بيقولك مفيش الكلام ده انت زي الفل، هل هتحس إنك زي الفل؟ لأ بتلاقي الإحساس بالذنب اتحول لموقف تاني أو شخص تاني! هو كده! عايز تحس بالذنب وخلاص! : وطبعاً من العلامات اللي محدش يختلف عليها هي التفكير الكتير في الموت، تقعد تفكر أد إيه هرتاح لو متّ، أنا مش قادر أعيش أكتر من كده، مش حاسس أني مش قادر أتأقلم مع الناس والعالم. : وأهم من كل ده، أن الحجات دي كلها تكون مأثرة على حياتك بشدة، مش عارف تشتغل كويس، مش عارف تذاكر، مبقتش قادر تقعد مع أهلك أو صحابك زي زمان، مفيش نفس، مفيش طاقة، الاجتماعيات متأثرة، والحياة العملية كمان متأثرة، وكل حاجة في حياتك متغيرة أو مش قادر تتحملها وانت مش عارف تعمل إيه أو تتصرف أزاي. : لو لقيت علامات كتيرة من دي في نفسك، هنا محتاج تراجع حد مختصّ، مش دايماً المشكلة هتكون محتاجة دكتور نفسي، ممكن تكون محتاج مجرد إرشاد سلوكي، ممكن تكون محتاج دعم أو فعلاً بتكر بفترة صعبة أدّت لكده، طب أعمل إيه وأروح لدكتور ولا لا، لو حد أمين، هتلاقي كله منفّد على بعضه، لأن الأمين مش هيفتي، لو لقاك محتاج دكتور هيوجهك، يقدر يساعدك هيحاول، فأنا دايماً بقول دوّر على الأمين، واسعى وادعي ربنا يوفقلك الطريق المناسب ليك.
تم النشر الخميس، ٢٢ ديسمبر ٢٠٢٢
لعرض الملف الشخصي في فدني اضغط هنا