ضغط الأهل في مراحل الدراسة شيء طبيعي، حتى في الإجازات، لأن الطالب مفروض عليه الحضور في المدارس و الجامعات في الصباح الباكر، وبالتالي النوم المتأخر يضر التحصيل الدراسي، وبناء على هذا يكون له تأثير مباشر على مستقبل الطالب على المدى الطويل. جسم وعقل الإنسان يحتاج لفترات طويلة ليعتاد أسلوب جديد أو يكتسب عادة جديدة أو يتخلى عن عادة قديمة. بيولوجياً، هنالك أيضاً مصطلح الساعة البيولوجية، فيصف الباحثون مثلا أن من أعتاد تناول وجبة دسمة قبل النوم مباشرة، قد يعاني من اضطرابات هضمية لو أقلع عن هذه العادة غير المُثلى فجأة لأن جسمه أولاً أعتاد أن يتهيأ لها كل يوم على مدار فترة طويلة، ولأن دماغه ثانياً يبقى منتظراً الإحساس بالشبع والامتلاء في هذا التوقيت. كذلك لن يشعر بالرضى عن وجبته الخفيفة رغم أنها أفضل له صحياً لمجرد الانطباع النفسي المترسخ مع الزمن في ذهنه، حتى يبدأ في تكوين العادة الجديدة ويتأقلم معها. الأمر نفسه ينطبق على النوم، لو دربت جسمك وعقلك على النوم متأخراً والمذاكرة ليلاً، ستكون عادة وسلوكاً مزمناً يصعب التخلص منه، وتنضبط ساعتك البيولوجية على هذه التوقيتات. من ضمن التدريبات التي يعتادها الجسم هو موعد الاستيقاظ حتى مع النوم المبكر. إذا نمتِ مبكراً وحاولت كسر عادة النوم المتأخر، سيحاول الجسم أن يحافظ على عادته الثانية ويستيقظ في نفس الموعد ولو عنى ذلك أن ينام ساعات أكثر. لتغيري مواعيد النوم والاستيقاظ، يجب أن تتدرجي في تغييرها طالما لم تستطيعي ذلك فجأة ودفعة واحدة. تذكري أن العادات السلبية أسهل دائماً في اكتسابها عن العادات الإيجابية، فتجنبيها متى استطعتي. لاحظي أن الانطباع النفسي لا يكون صحيحاً في كثير من الأحوال، إذ قد تظنين نفسك تذاكرين أفضل في الليل، ولكن الدافع الخفي في أعماقك قد يكون أنك تحبين الانفراد بنفسك ليلاً بعيداً عن الرقابة من الأهل وسؤالهم عما تفعلين ومن تحدثين، وتعليقاتهم المتكررة عن كثرة استخدامك للهاتف ومنصات التواصل الاجتماعي وضرورة أن تخرجي للعالم وانخراطك في الحياة الأسرية، أو ربما تسهرين لاستخدام الإنترنت دون أن يبطئها الآخرون، أو أي شيء آخر مما تبرره الأذهان لأصحابها فيما يعرف باسم "التبرير اللاحق". أريد أن أقول هنا أنه لتتمكني من كسر عادة السهر، سيساعدك كثيراً أن تعرفي أكثر ما يدفعك له حقاً فتعالجي أسبابه أو تستبدليها.
لعرض الإجابة في فدني اضغط هنا