إجابة علي السؤال: لماذا جيلنا يختلف عن الأجيال السابقة؟

شكرًا على طرحكِ لهذا السؤال. والإجابة بالتأكيد طويلة وهناك دراسات ومحاضرات ونقاشات مطولة عن الأجيال. لكن اختصارًا، كل جيل ليس كسابقه حتمًا. المشكلة أن كل جيل يؤثر في الجيل الذي يليه بوضوح. الجيل الذي بدأت فيه النساء بالتحرر المندفع في الغرب والذي كان مبررًا وقتها نظرًا لقرون من ظلم المرأة واضطهادها، والتركيز على خروج المرأة للعمل تسبب في نشأة جيل من الأبناء لأهالي مشغولة وهذا بالطبع وصل إلينا. نشأ جيل الآباء والأمهات يعملون خارج البيت والتفرغ للتربية قليل جدًا، وهذا الجيل بدوره كبر وتربى على مفاهيم فيها الاسرة أقل تماسكًا ومع كل جيل يتربى الجيل التالي ليصبح أكثر انعزالا وتفككًا وحملًا للعقد النفسية المتوارثة وكل جيل يتنازل عن القيم أكثر وأكثر. كل جيل يُسقط تعاليم هامة من الدين ويُصبح ما كان حرامًا وعيبًا في الجيل السابق مباحًا وطبيعيًا في الجيل التالي. وما زاد الطين بلة التطور التكنولوجي والحرية في الكثير من الأشياء وتلاشي الحدود تدريجيًا بين الثقافات ودخول زمن العولمة وتسلل أفكار من ثقافات أخرى. كان من المفترض أن تكون التكنولوجيا وسيلة للبناء وهي في الأساس سلاح ذو حدين لكن مع عدم تفرغ الأهل للتربية على العقيدة والأخلاق ومراقبة الله تحولت التكنولوجيا لعامل هدم أكبر. ليس من ناحية تعريض الأطفال لأفكار مسمومة ومحتويات صادمة لسنهم الصغير والكثير من الجيل الحالي بسبب الانفتاح الشديد والتعرض للمحتويات الإباحية تولدت لديهم مشاكل نفسية واضطرابات أدت إلى مصائب. هناك الأوضاع الاقتصادية التي تزداد صعوبة فيزداد انشغال الأهل... حتى النساء اللاتي كنّ متفرغات في البيوت صرن يبحثن عن عمل ليساعدن في الظروف الاقتصادية الصعبة أو حتى يقمن بإعالة الأبناء وحدهن. الأمراض الجسدية أيضًا تابعة لما سبق... نفسية متعبة تؤثر على الجسم... نفسية متعبة تُفقد الرغبة في الحياة والتغيير واكتساب العادات الصحية. استخدام زائد للهواتف والحواسيب المحمولة يترتب عليه قلة حركة وانعدام نشاط واضطرابات غذائية ومشاكل في العظام والفقرات نتيجة لانحناء الرقبة باستمرار على الهواتف منذ سنوات الطفولة فتنتج مشاكل لم تكن تتواجد أصلًا إلا في أعمار الستينيات وأكبر. مع الانحدار المستمر لا أعرف كيف سيكون حال الجيل القادم وعلى أي قيم سيربيه الجيل الحالي. الله المُستعان.

إجابة من mai mahfouz

تم النشر الأحد، ١٥ سبتمبر ٢٠٢٤

9 تعليق

تسلمي كتير يا سارة ربنا يحفظك.💚💚

تم النشر الثلاثاء، ١٧ سبتمبر ٢٠٢٤


دكتورة مي ربنا يبارك فِـي حضرتك وفي علمِك ❤.

تم النشر الاثنين، ١٦ سبتمبر ٢٠٢٤


الله المستعان

تم النشر الأحد، ١٥ سبتمبر ٢٠٢٤


حقيقة مؤسفة بالفعل، وأنا شايفة اللي يقدر يربي طفل صالح في الزمن والمجتمع الحالي فهو حقيقي بيعمل معجزة... الله المُستعان.

تم النشر الأحد، ١٥ سبتمبر ٢٠٢٤


مع مرور الأجيال بصراحه واللي بيحصل في السوشيل واللي بنشوفه في الشارع ان اللي متمسك بدينه وأخلاقه ومبادئه شاز للأسف وكميه تنمر كمان رهيبه مصطلح انت هتعمل فيها شيخ بحس انه خلاص كل اللي احنا فيه دا بيدل ع علامات الساعه

تم النشر الأحد، ١٥ سبتمبر ٢٠٢٤


حقيقي

تم النشر الأحد، ١٥ سبتمبر ٢٠٢٤


فعلا صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قال قال رسول الله ﷺ: يأتي زمان على أمتي القابض على دينه كالقابض على جمرة من النار

تم النشر الأحد، ١٥ سبتمبر ٢٠٢٤


هو للأسف الدرجة الصعبة هذه نتيجة عدم وجود توازن بين محاولات البناء في المجتمع وبين الهدم المستمر من كل اتجاه في الأعلام والسوشيال ميديا ودس السم في العسل وتراكمات العقد النفسية المتوارثة من الأهل مع أوضاع اقتصادية من سيء لأسوأ... لكن مع كل هذه العتمة يستمر المصلحون في محاولة التغيير... الرسول عليه الصلاة والسلام قال (إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها) هذا ما يجعلنا نأمل رغم كل الانحدار والتدني والضياع المجتمعي... بالمناسبة، الساعة ستقوم على شرار الناس ولا أجد تفسيرًا لهذا إلا الانحدار المتواصل للأجيال حتى تتخلى عن كل القيم الدينية والأخلاقية... معرفة هذا تجعلني أقل اختناقًا من شعور العجز أمام تمدد الفساد عبر العالم دون القدرة على إيقافه... في النهاية هو قدر الله.

تم النشر الأحد، ١٥ سبتمبر ٢٠٢٤


ولكن مش لدرجة الصعبة الي احنا وصلنالها دي

تم النشر الأحد، ١٥ سبتمبر ٢٠٢٤

لعرض الإجابة في فدني اضغط هنا

عندك مشكلة؟ محتاج استشارة؟ فدني مجتمع يساعدك في حل مشاكلك ويجيب عن أسئلتك