إجابة علي السؤال: ما مبرراتنا لترك أخوتنا في غزة وحدهم؟

لو وصفنا نفسنا كعرب وكمصريين في علاقتنا بأهل غزة، هنلاقي إننا بنعيش حالة من التناقض الكبير بين المشاعر النبيلة اللي جوانا والتصرفات الفعلية اللي بنعملها. 1. بنتعاطف أكتر ما بنتحرك: إحنا كشعوب دايمًا بنظهر تعاطف كبير مع أهل غزة، سواء في كلامنا أو دعواتنا، لكن لما نيجي للتحرك الفعلي، بنكتفي بالمشاهدة أو نشر الأخبار. التعاطف لوحده مش كفاية لإنقاذ ناس تحت القصف والحصار. 2. بنتكلم أكتر ما بنشتغل: عندنا موهبة في الخطابة والنقاش، لكن لما نيجي نشتغل، بنلاقي الخطوات العملية قليلة جدًا. بنفضل نلوم الحكومات أو الغرب بدل ما نفكر إحنا كشعوب ممكن نعمل إيه بجد. 3. اهتمامنا مؤقت وموسمي: مع كل تصعيد أو عدوان على غزة، بنتحرك ونبدأ نتكلم ونتبرع، لكن بعد ما الأمور تهدى، بيرجع أغلبنا ينسى. وكأن القضية دي مؤقتة مش مستمرة طول الوقت. 4. دايمًا مستنيين حد ياخد المبادرة: إحنا كمصريين، عندنا إحساس إن مسؤولية دعم غزة حاجة أكبر مننا، لازم الحكومات أو المؤسسات الكبيرة تعملها. قليل اللي بياخد خطوة بنفسه ويفكر إنه يساهم حتى ولو بحاجة بسيطة. 5. بنركز على مشاكلنا المحلية: ده طبيعي لأننا بنعيش مشاكل كتير في حياتنا اليومية، بس ده خلانا نتعامل مع غزة وكأنها "قضية بعيدة" أو حاجة ثانوية، رغم إن غزة جزء مننا ومن تاريخنا كعرب. 6. بنخاف أكتر من اللازم: كتير مننا بيبقى خايف يتحرك أو يقول كلمة زيادة، خايف من ردود أفعال أو تبعات ممكن تحصل ليه. الخوف ده خلانا نتقوقع بدل ما نكون سند حقيقي. 7. قصّرنا في التوعية: جيل ورا جيل، معرفتنا الحقيقية بالقضية الفلسطينية وغزة تحديدًا بقت أقل وأقل. ما بقيناش نعرف التفاصيل، ولا نفهم إزاي نوصل الدعم أو نغير حاجة، وده انعكس على ارتباطنا بالقضية. في النهاية... إحنا إيه؟ إحنا ناس جوانا خير وحب حقيقي لفلسطين وغزة، لكن الخير ده محتاج يتحول لفعل. محتاجين نراجع نفسنا، نشيل الخوف من قلبنا، ونعرف إن كل خطوة مهما كانت صغيرة ممكن تعمل فرق حقيقي. إحنا أقوياء لو اتحركنا بجد، بس طول ما إحنا متفرجين، هنفضل مقصرين. ولكن من جهه أخرى: عدم استعدادنا كعرب وكمصريين لأخذ الخطوة الجادة تجاه دعم أهل غزة يمكن تفسيره من عدة زوايا نفسية، اجتماعية، وسياسية. الموضوع أعمق من مجرد الكسل أو اللامبالاة. 1. الخوف من العواقب: كتير مننا بيخاف يتحرك خوفًا من ردود الأفعال، سواء على المستوى الشخصي (زي الملاحقة أو المشاكل الأمنية) أو على المستوى العام (زي العقوبات الاقتصادية أو الضغط الدولي). الحكومات العربية نفسها بتعيش تحت ضغوط دولية وإقليمية كبيرة، فبتحاول تلعب بأقل المخاطر، وده بينعكس علينا كشعوب. 2. إحساس العجز: فيه شعور طاغي عندنا إن أي حاجة ممكن نعملها مش هتأثر، وإن القضايا الكبيرة دي أكبر مننا كشعوب. ده بيخلينا نكتفي بالكلام أو الدعاء بدل ما نتحرك فعليًا. الإعلام كمان ساهم في ترسيخ الفكرة دي، لما بيظهر الصراع وكأنه معقد ومفيش أمل في تغييره. 3. الأولويات اليومية: أغلبنا غرقان في مشاكله اليومية، سواء الاقتصادية، الاجتماعية، أو السياسية. كل واحد بيشوف إن مشاكله أهم وأقرب ليه من قضية زي غزة، حتى لو بيعترف بأهميتها. الظروف الاقتصادية في مصر، مثلًا، خلت الناس تركز أكتر على لقمة عيشها بدل التفكير في قضايا زي دي. 4. غياب القيادة الحقيقية: القضية الفلسطينية افتقدت دعمًا عربيًا قويًا وقيادات ملهمة. لما بيغيب القدوة اللي تحرك الناس أو المشروع الجماعي اللي يوحد الجهود، كل واحد بيبقى مستني غيره يتحرك الأول. 5. تأثير الإعلام: الإعلام العربي، خاصة في السنين الأخيرة، قلل كتير من التركيز على القضية الفلسطينية كأولوية. ده خلق حالة من "التعود" عند الناس، وكأن معاناة أهل غزة بقت أمر طبيعي أو متكرر مش مستاهل التحرك. في المقابل، الإعلام الغربي غالبًا بيغيب الصورة الحقيقية، فإحنا بنشوف نفسنا محاصرين بين تجاهل دولي وضعف داخلي. 6. تفتت الصف العربي: العرب مش متحدين على موقف واحد تجاه القضية الفلسطينية، وده انعكس علينا كشعوب. لما نشوف القادة مش قادرين يتفقوا، بنحس بالإحباط وفقدان الأمل. 7. ثقافة الاتكالية: في مجتمعاتنا، عندنا ميل للاعتماد على الحكومات أو المؤسسات الكبيرة بدل ما ناخد خطوة فردية. كل واحد بيقول "مش دوري"، وده بيؤدي في النهاية لجمود جماعي. الخلاصة: إحنا مش راضيين ناخد الخطوة لأننا عايشين في دايرة من الخوف، الإحباط، والاعتياد على الوضع القائم. التغيير محتاج شجاعة، وعي، وتنظيم حقيقي. لو فهمنا إن كل واحد فينا عنده دور، مهما كان صغير، ممكن نكسر الجمود ده ونبدأ نتحرك بجدية. القضية مش مستحيلة، بس محتاجة إيمان إننا نقدر نعمل فرق.

إجابة من "حَـفـصـه مُحمد".

تم النشر الأحد، ٢٢ ديسمبر ٢٠٢٤

2 تعليق

أنت محق، في حالة مصر، الوضع أكثر تعقيدًا بسبب القيود السياسية والقانونية التي يمكن أن تؤثر على الحركة الجماهيرية. لكن، بالرغم من التحديات، في طرق عديدة يمكن للشعب المصري أن يتحرك لدعم غزة بشكل مؤثر: 1. الضغط الشعبي على الحكومة: رغم القيود، الشعب المصري يمتلك القدرة على الضغط من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، التظاهرات السلمية، التوقيعات على العرائض، أو حتى المطالبة عبر الرسائل المفتوحة إلى المسؤولين. الضغط من خلال الإعلام العام والمجتمعات الإلكترونية له تأثير كبير، ويمكن أن يساهم في دفع الحكومة لتبني مواقف أكثر دعمًا لفلسطين. 2. التضامن الشعبي عبر التبرعات: هناك منظمات أهلية ومؤسسات خيرية في مصر تعمل على جمع التبرعات لإغاثة أهل غزة. من خلال التبرع أو المشاركة في حملات جمع المساعدات، يمكن للمصريين أن يقدموا دعمًا ملموسًا. من الممكن تنظيم حملات لجمع الأموال أو توفير مستلزمات طبية وغذائية بطريقة منظمة بالتعاون مع تلك المؤسسات. 3. التثقيف وبث الوعي: توعية الناس بالقضية الفلسطينية من خلال المحاضرات، الندوات، أو الحوارات المجتمعية أمر مهم جدًا. في مجتمعات صغيرة مثل الأحياء أو الجامعات أو الأماكن العامة، يمكن للناس أن يتجمعوا ويتبادلوا المعرفة حول تاريخ القضية وسبل دعمها. الإعلام البديل (اليوتيوب، البودكاست، المدونات) يمكن أن يكون منصة قوية لنشر الحقيقة وتعريف المصريين بمستجدات القضية الفلسطينية. 4. مقاطعة المنتجات الداعمة للاحتلال: مع تزايد حركة المقاطعة في جميع أنحاء العالم، يمكن للمصريين أن يساهموا في هذه الحملة بمقاطعة المنتجات التي تدعم الكيان الإسرائيلي. هذه الحملة تؤثر على الشركات التي تدعم الاحتلال وتضغط على الحكومات الغربية. 5. الدعوة للمقاطعة الثقافية: من خلال منع استضافة أو دعم فعاليات ثقافية أو رياضية تكون مرتبطة بدول أو كيانات تدعم الاحتلال، يمكن الضغط على أنظمة أو شركات تعمل في مصر وتتناسى القضية الفلسطينية. 6. الفعاليات التضامنية على المستوى المحلي: تنظيم مسيرات سلمية، تظاهرات أو فعاليات ثقافية (معارض صور، عروض أفلام) يمكن أن تكون وسيلة لتعزيز الوعي وتضامن الشعب المصري مع غزة. هذه الفعاليات لا تتطلب بالضرورة موافقة رسمية، لكن يمكن أن تقام في الأماكن العامة كالشوارع أو الجامعات. 7. التعاون مع المؤسسات الدولية: على الرغم من القيود، يمكن للمنظمات المصرية غير الحكومية التعاون مع المنظمات الدولية العاملة في المجال الإنساني لدعم غزة. هذه المنظمات لديها قنوات مختلفة للحصول على الدعم الإنساني ويمكن العمل معها دون الحاجة للضغط المباشر على الحكومات. 8. تفعيل الدور السياسي: إذا كان لديك الفرصة أو القدرة على التواصل مع السياسيين أو النواب المحليين، يمكن العمل معهم لرفع صوت الشعب المصري في دعم القضية الفلسطينية على الساحة الدولية. يمكن توجيه طلبات إلى البرلمان المصري أو الضغط على المسؤولين السياسيين لممارسة دورهم في تعزيز الدعم لفلسطين. مصر، بوصفها قلب العالم العربي، يمكن أن تلعب دورًا محوريًا في دعم غزة، ولكن هذا يحتاج لتضافر الجهود بين الحكومة والشعب. ورغم القيود، الشعب المصري قوي وعنده قدرة على التأثير من خلال التحركات الشعبية، الإعلام، والعمل المدني.

تم النشر الخميس، ٢٦ ديسمبر ٢٠٢٤


احنا تحكمنا حكومة ولنا قيود ايه الحل

تم النشر الخميس، ٢٦ ديسمبر ٢٠٢٤

لعرض الإجابة في فدني اضغط هنا

عندك مشكلة؟ محتاج استشارة؟ فدني مجتمع يساعدك في حل مشاكلك ويجيب عن أسئلتك