وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، ابني العزيز، أقدر حيرتك ومخاوفك بشأن اتخاذ هذا القرار المهم في حياتك. من الواضح أن هذا الموضوع يحمل الكثير من الأبعاد الدينية والاجتماعية والنفسية، وأريد أن أوضح لك بعض النقاط. أولًا، يجب أن ندرك أن الجندية والعمل في القطاعات الحكومية، بما في ذلك الكليات العسكرية والشرطة، يمكن أن يكون له مساحات متعددة بناءً على النية والأسلوب الذي تختاره لأداء مهامك. إن الشريعة الإسلامية تحث على العدل وتطبيق الحق، ومن المهم أن تكون نواياك صادقة في الخدمة ومساعدة المجتمع وحفظ أمنه. ثانيًا، من المهم أن تكون واعيًا للبيئة التي تعمل فيها. يجب عليك التفكير فيما إذا كانت هناك فرصة لتحسين الأمور من داخل النظام، وكيف يمكنك أن تكون صوتًا للحق والعدالة بدلاً من مجرد استسلام للممارسات السلبية. ثالثًا، ليس كل من يعمل في الجيش أو الشرطة يُعتبر طاغوتًا أو ظالمًا. هناك من يسعى بصدق ليؤدي واجبه ويحاول القيام بعمل الخير، على الرغم من وجود بعض السلبيات في النظام. يجب أن تدرك أن الفرد يمكن أن يختلف في نواياه وأفعاله. رابعًا، يُفضل أن تستمر في الحوار مع والدتك ومع أشخاص تثق بهم، واعتمد على الدعاء وطلب الإرشاد من الله. كما يمكنك استشارة علماء دين موثوق بهم حول المسألة، فهم أفضل من يستطيع أن يوجهك بحسب النصوص الشرعية والأحكام. في النهاية، القرار يعود إليك ويجب أن يكون مبنيًا على ما يتوافق مع قيمك ومبادئك. حاول أن تتفحص جميع وجهات النظر واتخذ القرار الذي يريح ضميرك وينسجم مع إيمانك. أرحب دائمًا بمساعدتك إذا كنت بحاجة إلى مزيد من الإستفسار أو التوجيه. أسأل الله أن يوفقك إلى ما فيه الخير لك في الدنيا والآخرة.
لعرض الإجابة في فدني اضغط هنا