إجابة علي السؤال: أريد أن اتعلم شئ جديد في وقت فراغي!

شكرا على هذا السؤال الذي يذكرنا بالنعمتين المغبون فيهما كثيرً من الناس "الصحة والفراغ". وقبل أن أشارك تجربتي وما أقوم به لاستغلال وقت الفراغ، أود التأكيد على أهمية أن استخلاص كل شخص ما يناسبه من تجارب ونصائح الآخرين، وأن يعيد صياغة ما أعجبه من تجارب ليناسب واقعه وظروفه، وأن يسوس نفسه بين الرفق والحزم، فلا تمل أو تماطل. 1- إحلال التعلم المصغر Microlearning محل التسكع Scrolling التسكع هو أقرب وصف لحالة السكرولنج على فيسبوك وغيره من وسائل التواصل الاجتماعي بدون هدف، حتى إنك لتتعجب كيف انتهى بك التمرير إلى عجائب الأمور وسافلها وسفسافها، فهذه الحالة من التخبط على السوشيال ميديا بلا هدف ولا وعي لا تضيع الوقت فحسب بل تضيع القلب وتضعف التركيز، وتعبثر السلام النفسي، وقد تفتن القلب. ولأننا ملتصقين بهواتفنا، فلنجعلها إذن مفيدة، عن طريق إحلال التعلم المصغر محل التسكع اليومي. بركات هذا الإحلال لا توصف! لنحسبها سويًًا، يقضي معظم الأشخاص نحو ساعتين يوميًا في السكرولنج على السوشيال ميديا، إذا ما تم إبدال هذه العادة بالتعلم المصغر، ففي 10 أيام فقط ستتعلم مهارة جديدة، نعم.. وبدون مبالغة فإن 20 ساعة كفيلة بأن تتعلم مهارة جديدة. هناك عشرات الطرق للتعلم المصغر، ابدأ شغل فراغك اليوم بالبحث عنها ووضع خطة وتجربة بعضها، وهناك: الكورسات السريعة على كورسيرا و LinkedIn learning وغيرهما. اكتب الرقم 101 إلى جوار أي فن أو علم أو مهارة على محرك البحث وستجد خيط البداية. اشترك في قنوات تعليمية على يوتيوب وشاهد الفيديوهات المجمعة لكسر الحواجز بينك وبين أي أمر تريد تعلمه، ثم قرر هل تريد التوسع أم تكتفي بهذا القدر من رفع الجهل ومعرفة شيء عن هذا الشيء. 2- البودكاست البودكاست من مباهج الحياة :) تخيل هذا الوقت الذي تقضيه في قيادة سيارتك، أو في المواصلات، والذي يعد فرصة لتكاثر الأفكار السلبية، والتفكير الزائد، والشعور بالنقمة على الزحام والكباري وعناء البحث عن يوتيرن، وتحليل السلوك المزري والمرعب أحيانًا لقيادة البعض. تخيل أن تنتشل نفسك من هذه الحالة، وتستمع إلى بودكاست لطيف يسليك ويثقفك وينسيك. تخيلي أيتها الام الجميلة يا ربة البيت العزيزة أنك من أمام الموقد، ورغماً عن ضجيج الصغار، ومشاعر الأسى على مواهبك الأخرى، ستضعين سماعات الرأس وتسافرين عبر الزمان والمكان، لتتعلمي أو ترفهي عن نفسك بالبودكاست الذي يحررك من أسر يوتيوب لعينيك وشاشتك. ساعتين المواصلات أو الطهي والترتيب، أو التفكير الزائد في الأحزان والخيبات، سنضيف إليهما سماعات الراس أو الأذن، لتصبحا أجمل ساعتين في اليوم. هناك بودكاست للغوص مع قصص الآخرين في عوالم بعيدة، مثل بودكاستي المفضل Beautiful Stories From Anonymous People، وهناك بودكاست منتقى آمن ثري مثل ثمانية، وهناك بودكاست متخصص، وآخر ترفيهي، هناك عالم بأكمله للاختيار. 3- اللغات أعتقد أنه من بين جميع المهارات سيظل تعلم الإنجليزية متربعًا كمفتاح لأنواع التعلم الأخرى، هنا لنرجع إلى البودكاست، فهو من أفضل طرق تعلم اللغات، وقد أفادتني كثيراً حلقات 6 minutes english من BBC ليس فقط في تعلم الإنجليزية بل وفي كتابة المحتوى أيضًا، لأنها غنية بالأفكار الجديدة. وهناك أيضًا التطبيقات الممتعة المعتمدة على اللعب gamification مثل دولينجو Duolingo مثالي لإضفاء متعة وتعلم لوقت الفراغ بدون احتياج لتركيز عميق، وإنما في الأوقات البينية، وقد كسرت به الحاجز بيني وبين لغتين لطالما أردت تعلمهما: التركية والأسبانية. وإلى جانب هاتين الطريقتين الخفيفتين، فإن تعلم اللغات بتركيز واهتمام، وتطوير المستوى باستمرار في الإنجليزية من المهارات الرابحة لملء الفراغ. 4- استشراف المهارات المطلوبة وتعلمها اسبق بخطوة، وابحث عن المهارات المطلوبة للعام المقبل أو المتوقع ازدياد الطلب عليها خلال 5 أو 10 أعوام مقبلة، وضع خطة لتعلمها بشكل متخصص أو بالقدر الذي تحتاج إليه في مجالك. على سبيل المثال يُظهر تقرير Coursera عن الوظائف المطلوبة لعام 2024 ازدياد الحاجة إلى مهارات مثل: Data Visualization- E-Commerce- Search Engine Optimization- AI هل تتفق معي أن على رأس المهارات المطلوبة تعلم طرق الاستفادة بالذكاء الاصطناعي، مثل prompt engineering، وإنشاء الصور مثلا.. هي مهارات عامة ومفيدة بكل الأحوال، بالمناسبة هذه الصورة صنعها لي Bing AI باستخدام Dalle ولكنها لا تعجبني كثيراً ولا زلت أُسوف لتعلم Midjourney، أرجو أن تكون هذه الإجابة محفزة لي كي أتوقف عن التسكع على تيك توك والبدء في ذلك :)

إجابة من Mai Abbas

تم النشر الأحد، ١٧ ديسمبر ٢٠٢٣

0 تعليق

لعرض الإجابة في فدني اضغط هنا

عندك مشكلة؟ محتاج استشارة؟ فدني مجتمع يساعدك في حل مشاكلك ويجيب عن أسئلتك