أشعر بالغضبِ من نفسي لأني لا أستطيع تقديم ما كنت أقدمه لذويَّ في الماضي!

السَّلام على قلبي التائه.

خمسونَ موضوعًا وألفُ فكرة، هذا وهذه، ذلك وتلك، هنا وهناك، يمينًا وشمالًا، بسرعة رهيبة أتنقل من فكرة لفكرة، من موضوعٍ لموضوع، من كلمة لكلمةٍ أخرى، بسرعة بسرعة بسرعة، إرهاق من التفكير يصيبني لدرجة أننى ألهثُ وأنا جالسة ثابتة في مكاني.

الكرهُ،المَقتُ، والبُغض، هل من مزيد؟

كُلهَا موجهةٌ إليّ ولا يسألني أحدٌ "لماذا؟" لأنني لا أعلم، مشاعري تلعبُ بي كما يلعبُ الأطفال بالكُرَة، أنا ونفسي ومشاعري، نحنُ لسنَا شخصًا واحدًا رغمَ أننا في كائنٍ واحد!

أنا ونفسي متناقضتان جدًا لم نتفق في شيء إلا بغضي! وبالنسبة لمشاعري فمثلا لا أستطيع أن أجزم بشكلٍ واضحٍ ومباشر إن كنتُ أريد الشيء أو لا أريده، أحبه أم لا أحبه، أعجبني أم لم يعجبني؛ ولهذا تثور أعصابي عندما يسألني الناس عن رأيي، سُحقًا! أنا لا أعرف ما رأيي حتى!

حدثتُ اليومَ صديقة، غاليةٌ هي، أعتبرها أختي الصُغرى، في الماضي كنتُ شخصًا يُعطي بكثرة، أعطي دائرتي الصغيرة التي لا تُكمل أصابع اليدِّ عَدًّا، لكنِّي دائمًا بيني وبين الجميع أسوارًا وحصون، هناك مساحة واسعة لا يخترقها أحد، فبالنسبة لشخص يشعر بالتهديد دائمًا مثلي كان لا بد من هذه المساحة الشاسعة.

والآن وقد تفاقم المرض وأشتد حِملُه، وانحنت فقراتي لثُقله، فتَّشتُ في نفسي عن شيءٍ أمنحه لم أجد! "لا شيء" هذا ما وجدته، كرهتُ نفسي أكثر، أصبحتُ شخصًا مؤذيًا لدائرتي الصغيرة، لم أعد أمنحهم ما اعتادوا عليه منِّي.

ابتعدت عن البشر أجمعين، وكما يقول أخي "أوضتك دوِّدِت من كتر ما أنتِ قاعدة فيها"، حقًا هذا الحال لا نور لا هواء لا شمس لا طعام، أنا لا أريدُ شيئًا أريد الخلاص! بأيِّ شكلٍ كان الخلاص فأنا أريده، كان الموت فمرحبًا! كانت العزلة فأهلًا وسهلًا!

هذا العالم غريب عليّ، ينتابني دائمًا شعور أنَّ هذا ليس مكانِي، أنا أنتمي لمكانٍ آخر، أريد الهروب من هنا!

كُنتُ أتحدَّثُ مع السيدة التي أسمع صوتها فقط لكن الطبيب يقول أنها ليست حقيقية، كانت تحاول اقناعي أن الموتَ بطلقٍ ناريّ في الرأس أسهل وأسرع من القفز من الطابق العشرين، ونعم نعم كنتُ حينها في أشدِّ حالاتِي سوءً وبين يديّ شريطُ المُنوِّم أنظرُ إليه أُفَّكِّر كم حبَّة أتناول حتَّى أَلِجُ في نومٍ طويل جدًا يدوم لأسبوعٍ مثًلا ثم أكرر الجرعة وهكذا، لعل هذه الطريقة تعيدني لمكاني الأصلي، أو حتى أرى عالمي الحقيقي خِلسَةً أثناء نومي.

في عالمِي _الذي يقول طبيبي أنِّي من رسمته وأنِّي أهربُ إليه من الواقع_ يوجد بيتٌ جميل وواسعٌ من من الخشبِ والزجاج، وبجانب هذا البيت جبلٌ كبير، وفي هذا الجبل كهفٌ صغير حولته لغرفة الأسرار، وأمام هذا كله بحرٌ جميلٌ واسع، ينيره البدر والنجوم الناصعة، السماء صافية لا تلوثها الغيوم، والرمال باردة لا تحرقها الشمس، وحول بيتي زرعت ورودًا بنفسجية وبيضاء، ووضعت بعض الوسائد، وصنعت بجانبهم سرير أنام عليه كي أتأمل النجوم، النسيم دائمًا بارد، لا يحل النهار هناك، هناك الكل في سلام، الأسماك تعيش في سلام، وقطتي السوداء ليلي ترقد جانبي في سلام، وأنا هناك أعيش في سلام!

وعليَّ وعليكمُ السَّلام.

سؤال من سماح منشاوي

تم النشر الخميس، ٢١ ديسمبر ٢٠٢٣

2 إجابة

سلاما علي قلبك حتي يطمئن وسلاما علي نفسك حتي تهدأ سلاما يغمر روحك و يعمر فؤادك. لم استوعب ما كتبتيه من جمال الكلام حتي اني خجلت ان كتب لك بالعاميه. كانت نفسي تطردني ومازالت بالاحلام و التخيلات ولكني لم استسلم لها مازلت أقاوم والله والله والله لولا ايماني بربي لتركت كل شئ وقلت ما باليدي حيله.لكن كيف ذلك وانا اعلم يقينا ان ربي علي علم تام اني قادرة علي تخطيه وكذلك انت.. اعلم ان ما تمرين بيه صعب ولكن اقول لك مررت انا بهذا وهذا ليس بالصعب عليك.. انت قويه ولن تستسلمي لا تتركي نفسك لنفسك ✨خالف نفسك تستريح ✨فليكن رفيق دربك القران. اقسم لك ان القران شفاء و هدي ورحمه لكي. لا تتركي نفسك. انت صاحبة الرحله الشاقه فليكن هدفك تخطي كل ما هو صعب لكي تستحقي الجنه........ اخيرا اريد ان اقول لكي اني حزينه جداااااااااا لاجلك اخبرينا بشفائك العاجل حتى نفرح لكي

تم النشر الخميس، ٢١ ديسمبر ٢٠٢٣


السلام على أهل الكهف في هذه اللوحة الإبداعية التي أتقنت رسمها بالحروف في آخر السؤال هناك شيء لم تنتبهي إلى وجوده .. وهو أنه في سفح هذا الجبل الذي بنيت فيه غرفة أسرارك يوجد عدة أكواخ متناثرة تتدلى منها قناديل مضيئة وتنبعث منها همهمات تكسر صمت الليل لا يسمعها إلا من اقترب منها .. هذه الأكواخ يسكن بها بشر حقيقيون هم أصدقاؤك ومعارفك الأقربين الذين ستختلطي بهم حتما كلما نزلت من هذا الكهف إلى سفح الوادي لقضاء حاجة من الحاجات أو للشراء من السوق! هؤلاء البشر ليسوا مجموعة من الأشرار ولكن فيهم الصالح والطالح وبَيْن بَيْن. وجود هؤلاء الناس في الحياة هي حقيقة من حقائق الحياة التي لا مفر منها، واختلاطنا بهم ليس فقط ضرورة حياتية ولكنها طبيعة الإنسان الذي يحتاج لمن يأنس به ويأنس إليه. حتى أفضل البشر ﷺ كان يعتكف في غار حراء وقتا محدودا ثم ينزل إلى دنيا الناس بقية الوقت لأنه في النهاية بشر (يأكل الطعام ويمشي في الأسواق) بعد أن عرفنا مرحلتك العمرية تبدو كثير من الأشياء منطقية الآن بالنسبة إلى سنك .. أنت في مرحلة التقلبات الفكرية والعاطفية والنفسية، وكثير من الصراعات التي تجدينها الآن في نفسك هي مفهومة بالنسبة لطالبة في المرحلة الثانوية ولن يمضي وقت كثير حتى تتجاوزيها إن شاء الله ثم ترقد هذه الذكريات في سلام مع قطتك السوداء ليلى في خزانة الذكريات وحينها ستكونين أصلب عودا وأكثر تصالحا مع نفسك .. إنها مسألة وقت فحسب صدقيني!

تم النشر الخميس، ٢١ ديسمبر ٢٠٢٣

3 تعليق

نفس الشعور نفس الإحساس كان يراودني منذ أكثر من خمسة سنوات عندما أجلس مع نفسي و أحاول ترتيب أفكاري لا أعرف إن كنت أنا هو هذا الشخص أم أنني أتغير أم أن الظروف التي واجهتني أثرت علي وجدت طريقا مليئة بالإيمان و العلم و أحلامي التي كنت أبنيها منذ صغري أحاول الآن الخروج من هذه الحالة لكن ليس بالأمر السهل أصبحت تصرفاتي عنفوانية أصبحت عكس ما أنا داخلي لا يعبر عن خارجي لكنني أحاول المواصلة في الطريق الذي اخترته ووضعت أهدافا لتنسيني ما مر من مر و أتجاوز هذه المشاعر اللعينة فأنا حقا أمقتها من شدة نتائجها السيئة و لكن أكيد ستنتهي أنا أعد نفسي بهذا و سأغير الواقع و نفسيتي السيئة أنصحك بوعود لنفسك تنقذك مما تعيشنه من غرابة النفسية و يجب أن تكوني صبور و عديمة الإحساس إن تطلب الأمر

تم النشر الجمعة، ٢٢ ديسمبر ٢٠٢٣


اتخيل من حكيك ان ليكي ماضي عنيف او مواقف صادمة أثرت على أيامك وتفكيرك واسلوب حياتك، نحتاج نعرف من ايه ممكن تكون اسقاطاتك للماضي ده، كأن الماضي بيجري وراكي، الاحداث المواقف الصعبة الصدمات المشاكل، مش سهل تكتشفيها بس دوري كويس، وبعدين امسحيها تماما، احذفيها من ايامك ما تعطيش فرصة للشيطان يفكرك بيها، عن طريق انك تكملي يومك وتتطلعي للأفق، للكون الواسع الارض الواسعة، انت ف نعمة لكن بتظلمي نفسك جدا حكمتي على نفسك حكم قاسي وغليظ قوي، التغيير مش ساهل وهو مطلوب جدا، الانسان بيتغير ولازم يتغير بمراحل العمر، ده واجب، القعدة الطويلة ف البيت بتذعجك اخرجي، اخرجي من البيت شمي الهوا الصافي، العالم مليان مهام وانشطة، بتساءل ازاي عندك العمق السحيق ده ف التعبير واللغة ومش شايفة الأفق الشاسع للحياة .. علم او تعليم او انتاج، ارجوكي توسعي النظرة المحاطة بالبؤس والتعاسة والتشاؤم هذه، وتصعدي درجة كمان، وتنظري مرة اخرى للافق، هتلاقيه بيوسع، اطلعي للقمة هتشوفي أوضح .... ربنا مش جايبنا الدنيا عشان نطاطي راسنا ونتغافل ونتعامى ونبقي بصين تحت رجلينا بس أكيد هنشوف الظلمة واليأس، لكن احنا هنا لهدف عظيم وحكمة لازم نفهما بقى، خلاص احنا عايشين على الارض، بنساعد بعضنا ونتعاون ف الخير بنخاف على بعض بنفرح لبعض وكده بنهتم لبعض .. مهمة وهتخلص ونروح للآخرة، هذا هو الايمان، انا على الارض أجمع حسنات قد ماقدر، بعدين أتكل .. الله يصلح حال عباده كل الناس عندها مشاكل وأزمات .. ماحدش مثالي ، بس الواحد مايظلمش نفسه لأن ده صعب، إلا نفسك حافظي عليها وعززيها ودافعي عنها حاوطيها كده عارفة ازاي ... مالكيش غير نفسك، الزميها وصاحبيها وعرفيها على ناس وحركيها واسعديها وكده يعني .. اتمنى تكون فهمتي كلامي..

تم النشر الجمعة، ٢٢ ديسمبر ٢٠٢٣


جزاكم الله خير

تم النشر الجمعة، ٢٢ ديسمبر ٢٠٢٣

لعرض السؤال في فدني اضغط هنا

عندك مشكلة؟ محتاج استشارة؟ فدني مجتمع يساعدك في حل مشاكلك ويجيب عن أسئلتك