هل من نهايةٍ لكل ما أعاني منه!

آهٍ يا إلهى! حقًا لم أعد أهتم بعدد المرات التى بعثرت فيها معارفي في رأسي بحثًا عن إنسان واحد أحدثه، أخبره بما هنا، هنا في قلبي في دماغي.

رغم تخبط المشاعر الدائم الذي أعيش فيه، الآن أستطيع الجزم أنني أشعر بالشفقة على حالي، آهٍ يا له من شعورٍ سخيف وبارد، مغمور بالغضب محفوف بالحزن مع قطراتٍ من الخذلان ورائحة استهزاء، يبدو كطبخةٍ بعيدة عن وصف شهية كبعد المشرق والمغرب، دائمة كخطين متوازيين، طبخة تُحرك الأمعاء وتعصر المعدة كطعام منتهي الصلاحية، اه نسيت في الأصل أنا منتهية الصلاحية، فيروس أنا، جرثومة أو ميكروب سام، أو كائن طفيلي، أو ربما أنا عفريتة، أو عجوز شمطاء، لا أعرف من أنا حقيقةً لكن يمكنني القول كائن غير مرحب به.

يبدو الأمر وكأنِّي منبوذة لكنني لستُ كذلك، أنا ذات شعبية واسعة، معروفة على نطاق كل مكان وطئته، جلُّ الأمرِ أنني أرى البشر مجموعة من الذئاب ستنقض عليَّ في أي لحظة، وهنا أقول بكل حماقة أنا التي تريد طرح خباياها تنفر من الناس كأنهم طعام متعفن، وتهابهم كأنهم مجموعة من الأسود الشرسة، سبق واعترفت أنني التناقض بحد ذاته.

أريد أن أُعامل بلطف وإذا حدث لا أنام من كثرة التفكير في خبايا هذه المعاملة اللطيفة، أريد عناقًا لكن لو عانقتني صديقة أشعر وكأني أريد التقيؤ، يعجبني المدح لكنني أراه علامة خطر، أريد تكوين الصداقات لكن لا أريد أن أكلمَ أحدًا أو أرى أحدًا أو أسمعَ أحدًا.

في شيءٍ واحدٍ أمتلكُ ألفَ رأي، أيهم رأيي؟ لأيهم أميل؟ لا أعرف.

أنام في بيتي ويفترض أنني في أمان، لكن قلبي يرتجف فأنا أشعر أن السقف سيسقط فوق رأسي، أريد أن أعلق ثيابي لكن لا أفعل لأني لو تقدمت سأتعثر ويدخل المسمار في عيني، أجوع وأريد الطبخ لكن لا أفعل فالزيت سيحرقني والسكين سيقطع أصبعي سأحرق الطعام وستغضب أمي، أعطاني الطبيب دواء لكنِّي لا أتناوله، فمن يعلم ربما شخصني بشكل خاطئ وسأموت لو تناولت هذا الدواء، أمشي في الشارع لكن ليس بشكل طبيعي أحمل في يدي قلمًا ذا سنٍ حاد حتى أغرسه في عين من يهاجمني، رأيت قطة توجهتُ لطريقٍ آخر، فمن يعلم ربما القطة ستنقضُّ عليَّ تؤذيني، أريد الجلوس، الأرض أفضل خيار لأن الكرسي سينكسر وربما تدخل قطعة خشب في يدي أو في عيني، الجو بارد شغلنا المدفأة، لا أحيد ببصري عنها أخشى أن تنفجر ونحترق جميعًا.

آه يا إلهي الخطر في كل شيء وفي كل مكان، كأنني وسطَ عالمٍ غريبةٌ عليه وغريبٌ علي.

حتى البكاء من الرعب ليس خيارًا فمن يعلم ربما لا أري من الدموع ويحدثُ شيءٌ فجأة فلا أكونُ جاهزةً لحمايتي، ربما يراني أحد ويعلم بضعفي فيخطط لأذيتي، حقيقةً هناك شعورٌ آخر يمنعني من البكاء ألا وهو أنني لا أستحق البكاء، أبغضني أنا ولا أعلم لماذا ربما لأنني خطرة على نفسي أيضًا، أو ربما لأنني في الماضي لم أبكي وأصرخ فلا يحق لي البكاء والصراخ الآن وقد فات الأوان ولا شيءَ مما مضى يمكن إصلاحه ولا الزمن سيعود ولا الحياةُ سَتَلِين.

وككل مرةٍ أشعر أنني لا أستطيع مقاومة البكاء، أشغلُ عقلي بتنسيق هذه الكلمات واختيار أحسنِ المفردات حتى أمنعني من البكاء، ختامًا سأصبرُ قليلًا بعد فإنَّ أقربَ ما للإنسانِ هو الموت، فقط أرجو من الله أن يرضى عني ويهديني حتى لا أخسر الخسران المبين، خسران الدنيا والآخرة، على الأقل فلْأحظى بختامٍ مسك، إنه في ذلك يتنافس المتنافسون.

وسلامٌ عليكم بلا سلامٍ عليَّ فإنِّي لا أجدُ السلام فاللهم السلامة والسلام.

سؤال من سماح منشاوي

تم النشر الأحد، ١٤ يناير ٢٠٢٤

3 إجابة

لنفترض أن أفكارك السوداوية عن الناس صحيحة لما في الناس من شر، فماذا عن عالم الأشياء؟ فكرتك السوداوية عنها كذلك يمكن نسفها في ١٠ ثواني إذا تذكرت فقط أن الله لم يخلق العالم في حالة عداء مع الإنسان ولكن خلقه مسخرا للإنسان وجعل كل ما يحدث في هذا العالم قدرا مقدورا لا يقع إلا بإذنه ومشيئته .. فلا السقف سيسقط عليك ولا المسمار سيدخل في عينك إلا أن يشاء الله .. فهذه الأشياء لا تعمل مستقلة بذاتها ولكنها مأمورة .. والله أرحم بعباده من أنفسهم وإن كان ثم قضاء يكرهه الإنسان فإن اللطف ينزل معه يا فتاة القرآن ... أرى أن بداخلك فراغ كبير تمددت فيه أفكار سوداوية ومتناقضة عن الناس وعن العالم ما كان لها أن تتمدد لو كنت تملئين هذا الفراغ بما يستحق أن يملؤه - ويبدو أن النفس كالوعاء الذي إن لم تملئيه بوعي بما تحبين فإنه قد يمتلئ بغير وعي بما لا تحبين ولا أجد طريقة لملئ هذا الوعاء لمن هي في سنك أفضل من القراءة في الكتب التي تستحق أن تُقرأ - وما أكثرها. وربما كان تشخيصي خاطئا وما تحتاجينه فقط هو أن تصلي لمرحلة المعيّة الإلهية - فإن من كان الله معه كفاه شر نفسه وشر أفكاره

تم النشر الأحد، ١٤ يناير ٢٠٢٤


شكرا لحضرتك علي المشاركة 🌷 وانا بقرأ كلماتك لمستني كل كلمة وكأني اقرأ قصة خيالية تأخذني معها فلك حس وملكة جيدة جدا في سرد ماتشعري به فلماذا لاتكتبي قصص خياليه او رواية انتي بطلتها فإنك علي حدكلماتك ومافهمته منها لم تجدي شخص آمن في حياتك حتي لو تقرب إليك تنفري منه فكوني انتي الشخص ذاته كوني انتي لنفسك ماتريدين واسردي قصصك وحكاياتك الملهمة هذي لغيرك

تم النشر الأحد، ١٤ يناير ٢٠٢٤


أرى أن سوء الظنون ينهش فى داخلك مثل المفترس فى فريسته. تركت نفسك للافكار وجعلتى سلطتها الأكبر عليكى... فى حين أن خلقك الله بعقل مميز عن باقى المخلوقات ونفس منذ فطرتها السليمة بها الكثير من القوة والمميزات.... فتلوثت بالأفكار السوداء وتلطخت.. فى حين أن الاصل والاساس كان ابيض. لابد أن هناك موقف حدث معك أو من مجرد تركيزك مع أحداث سيئة اخذت الأمر على محمل العموم واختصرتى كل شىء فى ما استقبلتيه من هذه الأمور السيئة. خلق الله الشعور بداخلنا لكى نتلمس الكثير من المعانى ويحدث التوازن بين السىء والجيد منها داخل أنفسنا. القرار لكى... تفتحى الباب للمشاعر الاخرى... او تظلى محبوسه فى هذه الغرفة السوداء.

تم النشر الأحد، ١٤ يناير ٢٠٢٤

6 تعليق

تم التواصل مع أستاذة آمال ويمكنك التواصل معها من خلال خاصية حجز استشارة في البروفايل الخاص بها - إدارة فدني تتحمل تكلفة هذه الجلسة بالنيابة عنك

تم النشر الأحد، ١٤ يناير ٢٠٢٤


الخوف لا يقتل لكنه يمنع من الحياة تعلمي عيش لحظات بلا تفكير يكفي انهزاما أمام حياة زائفة زائلة فقط يكفي أن أرفق بهذه النفس التي هي أمانة و أن أكون جيدة في نظري و في ما أمر ربي بقدر المستطاع لسنا مثاليين في الأخير لكننا لن نكون الجانب السيء أبدا ثقي بنفسك و اعتني بها فمالك بعد نفسك من أحد الله بن يحاسبك على شيء غير نفسك و ما فعلته بها فتذكري لعل الذكرى تنفع المؤمنين رفقا بأمانة من رب عظيم و لا تضعي حدودا لحياتك مادامت الأنفاس متواصلة و القلب يدق طالبا منك مواصلة الحياة من أجلك فقط كوني قوية

تم النشر الاثنين، ١٥ يناير ٢٠٢٤


جزاكم الله خيرًا مقدمًا Amaal Elmaky

تم النشر الأحد، ١٤ يناير ٢٠٢٤


يمكننا كذلك أن نضيف الأستاذة مي عباس لهذه القائمة: https://www.fedni.net/profile/93070730

تم النشر الأحد، ١٤ يناير ٢٠٢٤


أهلا بك سماح .. نقوم أحيانا باختيار أحد الأعضاء وعرض جلسة كوتشنج أونلاين مجانا على حساب التطبيق لها .. ويسرنا أن نعرض عليك هذا الأمر .. يمكنك اختيار إحدى المدربات الحياتية الموجودة في قائمة خبراء فدني أو أخصائية نفسية من نفس القائمة والكتابة هنا في التعليقات باختيارك لنقوم بتوصيلك بها .. نعلم أنك مررت بعدد من الأطباء والطبيبات والأمر إليك على أي حال إذا أحببت أن تخوضي التجربة

تم النشر الأحد، ١٤ يناير ٢٠٢٤


تمام

تم النشر الأحد، ١٤ يناير ٢٠٢٤

لعرض السؤال في فدني اضغط هنا

عندك مشكلة؟ محتاج استشارة؟ فدني مجتمع يساعدك في حل مشاكلك ويجيب عن أسئلتك