صديقتي بارك الله فيك، وزادك من فضله ديناً وخلقاً، لا تلومي نفسك، ولا تجبريها على تقبل من تستوحشهم. ليس بكٍ من خطأ، ولكن دعيني أشاركك بعض الأمور، وأنا أعرف معنى هذه الحيرة التي تمرين بها الآن: 1- تعاملي مع فكرة الزواج بثقة وطمأنينة برزق الله وقدره واختياره، لا تستأخري ولا تقلقي، فالزواج من جملة الرزق، والرزق يطلب صاحبه. اسألي الله دوماً من فضله العظيم، أن يحسن لك رزقا.. "اللهم ارزقني وأنت خير الرازقين". 2- قد لا يشبهني ولكنه يكملني.. قد لا يشبهني ولكنه يعجبني، قد لا يشبهني وهذا هو المطلوب! ليس ضرورياً أن أتزوج بمن يشبهني كي أسعد، الفكرة ليست في التشابه، ولكنها في التوافق. هناك تشابها لا غنى عنه.. أن يكون مثلك محباً لدينه ورحيماً وراقياً.. هذه هي الصفات الجوهرية التي لا تنازل عنها وينبغي أن تُختبر. ولكن.. في التفاصيل وأنماط الحياة، طلب التشابه عناء غير مفيد، إذا كنا متشابهين ومتقاربين فماذا سنفعل طوال السنوات التي تنتظرنا؟.. كثيراً ما يكون الاختلاف مصدراً للسعادة والدهشة وكسر ملل الأيام.. تقبلي الاختلاف المبني على الاحترام. 3- تواجدي في الأماكن التي تشبهك! أعجبني وعيك بذاتك.. ادخلي انتِ فيما يشبهك، وكوّني دوائر في تلك العوالم التي تجدين فيها نفسك، ببساطة تواجدي فيما يعبر عنك متحصنة بأخلاقك واستقامتك، مشكلتنا أننا أسرى نمط يتواجد ويعلن عن نفسه بشكل صادم ومؤسف، لذا فننأى بأنفسنا عن فكرة الانخراط في الحياة أصلا ونعتبره شيئا معيبا. املأي حياتك بالدخول في أنشطة ودوائر اهتمام تشبه تفكيرك وطموحك.. 4- تخلصي من عمومية لفظ "ملتزم": فهذا اللفظ غير دال على شيء.. هو حقاً غير دال، أنا أتعجب من استمرارية استخدامه.. وهو يشبه لفظاً آخر "أخ" أو "أخت" كان دارجا في السنوات السابقة ويعبر عن أوصاف مظهرية.. حتى إنني في الزمان الأول سمعت داعية حكيمة تنصح الطالبات بقولها: (الإخوة 3 أنواع: أخ أخ، وأخ فخ، وأخ طخ) في بيان لدرجات ثلاث من مصادقة المظهر للجوهر. ومادامت هذه الأوصاف غير معبرة، وقد تحتوي على فخ أو تجمد وغربة على حد وصفك.. فلنرجع إلى الحديث الشريف :"إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه". لم يكتف صلى الله عليه وسلم بالدين، وإنما جمع إليه الخلق.. والخلق متفاوت، وما يرضيكِ من أخلاق قد لا يرضيني، وما أتحمله من صفات وطبائع قد لا تتحمليه. لا غلط فيكِ.. لا تتزوجي إلا من ترتضي خلقه، واسألي الله من فضله. رزقك الله من فضله من تقر عينك به وتقر عينه بك، وتجتمعان معا في رحلة حياة طيبة.
تم النشر الاثنين، ٢٥ ديسمبر ٢٠٢٣
0 تعليق
لعرض الإجابة في فدني اضغط هنا
عندك مشكلة؟ محتاج استشارة؟ فدني مجتمع يساعدك في حل مشاكلك ويجيب عن أسئلتك