إجابة علي السؤال: أشعر أحيانا بالملل في بعض الاوقات، فأفكر في أي شئ يتعلق بالجنس!

التفكير في الجنس أمر طبيعي ولكنه قد يكون مربكاً أو ضاراً إذا خرج عن السيطرة، وهذا ما وصفتِه يا صديقتي في سؤالك بأن الخيالات والأفكار تفرض نفسها عليكِ أحياناً وأنت في وسط تجمعات أو أثناء الحديث مع الأصدقاء، وهذا ما يُعرف ب أحلام اليقظة المفرطة أو Maladaptive daydreaming . بدايةَ دعينا نكتشف الأسباب التي تجعل لديك ميل قوي للخيالات وأحلام اليقظة ذات الطابع الجنسي. 1- كما ذكرت سابقاً هناك قدر طبيعي. 2- كيمياء الدماغ: حيث يفرز الدماغ  pleasure-inducing chemicals أو ما نسميه هرمونات المتعة أو السعادة، مثل الدوبامين والسيروتونين والأوكسيتوسين وغيرها، ومع الاعتياد والتكرار تصبح هذه هي الطريقة الاسهل للشعور بالمتعة والاسترخاء، ولكن هذه الخيالات والأنشطة لها طابع إدماني، مما يعني أن الأضرار اللاحقة تشبه أضرار الإدمان مثل السعي لزيادة التأثير باستمرار، والشعور بالعزلة عن المحيط، وفقدان السيطرة وغيرها. 3- أحييكِ مبدئيا على تجنبك مشاهدة الإباحية فهي مستنقع كبير يدمر حياة آلاف البشر، ولكن كما ذكرتِ فإن إطلاق البصر من الأسباب المحفزة، وأيضاً يا صديقتي الاستغراق في القصص العاطفية، سواء كانت مسلسلات أو أفلام أو روايات ربما تتفوق على إطلاق البصر لدى المرأة، لأن الميل الجنسي يبدأ عند معظم الإناث لأسباب عاطفية. 4- الملل.. تماماً كما ذكرتِ، الملل من الأسباب الأساسية للخيالات المفرطة، والملل لا يعني أنك فارغة وليس لديك مسؤوليات، ولكنه يعني أنه ليس لديك ما يشغلك بشغف ويستولي على اهتمامك. وبناءً عليه، لنفكر في حلول عملية ومجربة تجعلك أكثر سيطرة على خيالك وتوجيه له، وبالتالي على حياتك ويومك. التحكم في أحلام اليقظة أولاً: تجنبي المحفزات ، كما ذكرت لك سابقاً جربي لمدة شهرين، وأعتقد أنها فرصة رائعة دخول شهر شعبان ورمضان، أن تتوقفي عن متابعة أي دراما عاطفية، أوقفي متابعة الحسابات التي تستثير مشاعر عاطفية أو أفكار حميمية. وعلى الفور انغمري في نوع آخر من المتابعات، لا تتركي عقلك ووقتك للفراغ، بل اعتمدي اسلوب الإحلال.. اختاري موضوعاً آخر مشوق بالنسبة لك ولو كان أقل تشويقاً، وليس بالضرورة أن يبدو هاماً وتعليمياً وعظيماً، فقط موضوع آخر حتى ولو كان بوليسياً أو عن الأزياء أو عن نمط الحياة.. وابدأي في مشاهدة وثائقيات أو vlogs متعلقة واستمتعي بها. ثانياً: انشغلي بسعادة اجعلي وقت مذاكرتك لطيفاص وليس عبئاً.. نظمي مكتبك، أحضري أقلاماً ودفاتر مبهجة لك، سأخبرك بسر يساعدني كثيراً أثناء العمل وربما تحبينه وهو أنني عندما أشعر بملل أثناء الكتابة أو العمل أستمع إلى أصوات الخلفيات أو ambience voices سواء كانت للطبيعة أو خلفيات الكافيهات والمطاعم، وغيرها الكثير. انشغلي بسعادة أيضاً.. وأنصحك بقوة وعن تجربة أن تمارسي نشاطا بدنيا ممتعاً، كالمشي في الطبيعة وأنتِ تستمعي إلى بودكاست ملهم لك مثلا، أو الذهاب إلى الجيم وحضور حصص ممتعة مثل اليوجا الضاحكة أو الزومبا. ثالثاً: الخيال لنأتِ إلى الخيال، ما دام خيالك نشطاً فعليك توجيهه، هناك خيالات أخرى منشطة لهرمونات السعادة، مثل خيالات تحقيق الذات، الخيال نعمة كبيرة ولكن امسكي أنت بالزمام، ليتحكم عقلك الواعي في سيرها..  اجعلي الخيال الحميمي لقطة صغيرة في مشهد أكبر ولا تستغرقي في تفاصيله، اجعليه لقطة ضمن سياق يليق بك كإنسانة متعددة المواهب وناجحة ومؤثرة. ابدئي في وضع سيناريو أهم لنفسك في خيالك، وبدلاً من أن تطول اللقطة الحيميمة وتصبح لقطات تفصيلية مطولة ومكررة، اجعليها لقطة في سيناريو أنتِ لست فيه فقط حبيبة، ولكن ناجحة ومتفوقة ومؤثرة وعطوفة على أشخاص آخرين وأطلقي لخيالك العنان في هذه اللقطات الأكبر والأثمن. رابعاً: روتين يومك اجعلي لكِ روتيناً صحيا لفترة قبل النوم وفور الاستيقاظ، وصممي على أن تكون هاتين الفترتين بالذات في يدك وتحت سيطرتك الكاملة، فهما الأكثر تأثيراً على العقل. لا تدخلي سريرك أبداً إلا وأنت في شدة النعاس. لا تمسكي بهاتفك قبل النوم، يمكنك جعله في وضع الطيران وبعيداً عنك بعض الشيء،  والاستماع لشيء يساعدك على النوم أو مفيد. لا تنسي أبداً أذكار النوم. اجعلي من روتين حياتك التعرض لأصحاب البلاء ومساعدتهم قدر الإمكان، وسعي دائرة مشاعرك شيئاً فشيء، ستندهشين من تأثير زيارتك لدار ايتام على مشاعرك وأفكارك، أو دار مسنين، أو التطوع لدعم الأطفال المرضى. هل لهذا تأثير على خيالك؟ بالتأكيد، وستندهشين من تأثير هذه الأعمال على تفكيرك وخيالك وتوجهاتك وسيطرتك على عقلك وحياتك. أكتفي بهذا القدر، وأتمنى لك صحبة طيبة مع خيال صحي يقودك ويلهمك للكل خير.

إجابة من Mai Abbas

تم النشر الأحد، ١١ فبراير ٢٠٢٤

0 تعليق

لعرض الإجابة في فدني اضغط هنا

عندك مشكلة؟ محتاج استشارة؟ فدني مجتمع يساعدك في حل مشاكلك ويجيب عن أسئلتك