الناس بتعيش مراحل، وكل مرحلة تأخذ وقتها، ومن يدري هل نبلغ المرحلة التالية أم لا؟ وهل نتجاوز مرحلتنا الحالية أم نعلق فيها؟ يمكنك التخطيط لسنوات وعقود تالية، لكنك في النهاية تعيشين يوما بعد يوم، بل دقيقة بعد أخرى، وتغيري خططك ورؤيتك مرحلة بعد أخرى، وتتأقلمين مع كل متغير تلقيه الحياة في طريقك. يمكنك مثلا التخطيط لنوعية الوظيفة ومجالها الآن، وتحاولي تحقيق الخطة عبر اختيار المجال الدراسي في المرحلة التالية. لكن هل يعقل أن أخطط للتقاعد منذ الآن؟ هذا من الشق المادي الدنيوي Materialistic وكما ترين فهو ممل لا ينتهي إلى شيء مثير أو حماسي أو حتى ذي قيمة مستدامة. أنا موجود ثم لم أعد كذلك وانتهى كل شيء. لذلك فالشق الروحاني والإنساني هو ما يضفي على الحياة جمالها ويمنحنا سبباً للاستمرار. حتى الملحدون وجدوا أسبابا للاستمرار في ترك بصمة وأثر إيجابي في حياة الآخرين وإن لم يؤمنوا بحساب الآخرة، ولم يروا بعد النهاية أي شيء آخر. على خلاف الجانب المادي، فالجانب الروحاني نخطط ونعمل له في كل يوم ولو لم نر منه شيئاً ولا نعلم متى يأتي.
لعرض الإجابة في فدني اضغط هنا