كيف اتعامل مع شخص من طيف التوحد

السلام عليكم،

احد اقربائي يعاني من طيف التوحد وهو الان في عمر ١٥ سنة تقريبا،

اذكر تطوره وهو صغير حيث انه تأخر في المشي والكلام وكل هذه الامور،

لقد سبق وان تعلمت في الجامعة عن عدة امراض نفسية وأُمتحنت بها، كما وتعلمنا قليلا عن طيف التوحد لكن لم نتعمق به.

حاولت تطبيق ما اعلم وما تعلمت عليه لكي اطوره، فهو لم يكن يخرج الى الخارج كثيرا مثلا لا يجلس في الحديقة خوفا من صوت المفرقعات(اذا كان هنالك زفاف عن احد جيراننا مثلا).

منذ سنة تقريبا اعمل على ان اطوره، بدأت ببناء عادات معه فهو يحب الروتين ويحب كل ما هو منظم، كذلك يحب ان يعيد نفس الامور اذا احسس بالراحة عند قيامه بشيء معيّن.

بدأت ببناء عادة "النزهة" كل يوم جمعة في الحديقة خارج المنزل، فعندما يأتي الى بيتنا نحضر اغراض "النزهة" ونجلس، قمت بعمل العديد من الفعاليات معه وكما انني بالصيف نفخت له "بركة سباحة"، واذكر انني في اول مرة قدمت له "العنب" واصر في ثاني اسبوع انه يريد تناول العنب مرة اخرى(لكن لم تكن هنالك مشكلة على الرغم من عدم تواجده)...

كررت العملية لمدة سنة كاملة تقريبا كل اسبوع، حتى اصبح ما شاء الله يجلس لوحده خارجا(سبق ان كنت مريضة ولم اخرج معه، وولكنه خرج "للنزهة" لوحده الحمدلله)،

(للتوضيح هو شخص يتكلم بشكل عادي، يعني دعنا نقول ليس من طيف التوحدة منخفض القدرات ولكن ايضا يواجه العديد من الامور الاخرى).

منذ ٦ سنين كان يجمع احد انواع الالعاب والتي هي عبارة عن دمية صغيرة(وهذا طبيعي لطيف التوحد)

لكل واحدة منها هنالك اسم خاص وعائلة وتاريخ ميلاد، وهو ما شاء الله يحفظهم جميعا! كما ويملك ذاكرة تصورية للكلمات فهو يحفظ قالب الكلمة ويقرأها وكذلك يكتبها(مع عكس الاحرف احيانا ونسيان احرف معينة كذلك لكنني افهم عليه) ، وكذلك اصبح في الاونة الاخير يكتب لي رسائل على الواتس اب كبيرة جدا تعبر عن ما بداخله،

كل يوم الصبح وفي المساء يرسل لي رسائل كبيرة جدا احاول عن طريقها فهمه اكثر...

الرسائل عبارة عن كل ما يجول في خاطره(امي الان تطبخ، القط يلعب انه جميل) ولكن طبعا بالعامية،

القسم الثاني من الرسالة تكون عن حياة تلك الالعاب (مثلا سارة الان تبكي لان تولين قامت بضربها، سوزي والاصدقاء قامو بأكل البازيلاء في هذا المساء) وفي الواقع يكون هو من اكل البازيلاء ووضعهم بجانبه،

تلك الدمى تأخذ حيز كبييير من حياته بشكل مخيف!

يأخذهم في كل مكان حتى في "النزهة" الاسبوعية.

كل يوم يرسل لي انه هنالك يوم ميلاد لأحدهم، واحيانا حفل زفاف كذلك!

مثلا اليوم مساء على الساعة الواحدة هنالك حفل زفاف سعاد(دمية ايضا)

وتقول لي امه انه يسهر للساعة ٢ احيانا!

احاول عندما ارد على الرسائل ان لا اجيب على قسم "الدمى" ، فقط على القسم الواقعي...

وقلت له اكثر من مرة "انت تعرف انها دمية لا تتكلم ولا تبكي صحيح؟" ، قال لي:طبعا..

انا قلقه عليه في موضوع الدمى، ولست متخصصة في طيف التوحد ولا اعرف عنه كثيرا سوى ما قرأت ومن تجربتي معه لا اكثر...

سؤالي هل وجود الدمى في حياته يشكل خطر على حالته ام هي تنفيس لما يشعر؟

في حالة وجودها غير جيد كيف نتخلص منها؟

سؤال من نجمة ن

تم النشر الجمعة، ١٨ أكتوبر ٢٠٢٤

1 إجابة

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أقدر مشاعرك تجاه قريبك وجهودك الكبيرة في تعليمه وتطويره. إن التعاطي مع شخص يعاني من طيف التوحد يتطلب فهماً عميقاً لاحتياجاته وطبيعته، وأنا هنا لمساعدتك في هذا الأمر. بالنسبة لسؤالك عن وجود الدمى في حياته، فإن وجود العناصر التي تجعله يشعر بالراحة والأمان، مثل الدمى، يمكن أن يكون لها آثار إيجابية على حالته النفسية. الأشخاص من طيف التوحد غالباً ما يجدون في الروتين والرموز المحببة (مثل هذه الدمى) مناطق للراحة والاستقرار. هذا السلوك يمكن أن يُعتبر من وسائل التعبير عن مشاعره وأفكاره، مما يعني أنه يستخدمها كوسيلة للتنفيس والتعبير عن نفسه. لا داعي للقلق بشكل كبير حيال التحاقه بالدمى، طالما أن هذا السلوك لا يؤثر سلباً على قدرته على التواصل مع العالم الحقيقي من حوله أو يعيق أنشطة حياته اليومية. ومع ذلك، إذا شعرت أن هناك تأثيراً سلبياً أو تراجعاً في تقدمه، يمكنك اتخاذ خطوات تدريجية للحد من هذا الاعتماد. إليك بعض الاقتراحات التي قد تساعدك: التوازن بين اللعب والواقع : يمكنك تشجيعه على دمج الألعاب في أنشطة أكثر تفاعلاً مع العالم الخارجي. مثلاً، يمكنك استخدام الألعاب في النشاطات الاجتماعية أو الرياضات. تقديم نماذج إيجابية : قدمي له نماذج لشخصيات تعزز من التواصل الفعلي مع الآخرين، سواء من خلال القصص أو الأفلام أو الرسوم المتحركة. التحدث عن المشاعر : يمكنك مساعدته في التعبير عن مشاعره بطريقة متنوعة، بحيث لا يتوجب عليه الاعتماد فقط على الدمى للحديث عن أفكاره. المشاركة في الأنشطة الاجتماعية : حاولي إدخاله في أنشطة مجتمعية تفاعلية، مثل الرياضات أو الفنون، مما يتيح له تطوير مهاراته الاجتماعية. وفي النهاية، تذكري أن كل طفل فريد وله طريقة خاصة في التعامل مع العالم من حوله. من المهم مراقبة سلوكياته والاستمرار في تقديم دعمك وتشجيعك. إن الله معكم، وأسأل الله أن يوفقك في دعم قريبك وتطوير مهاراته.

تم النشر الجمعة، ١٨ أكتوبر ٢٠٢٤

0 تعليق

لعرض السؤال في فدني اضغط هنا

عندك مشكلة؟ محتاج استشارة؟ فدني مجتمع يساعدك في حل مشاكلك ويجيب عن أسئلتك