في العلاقات، لا يوجد شخص كامل وأقصى ما يمكننا انتقاؤه في شريك الحياة هي العيوب والنقص الذي يمكننا التعامل معه أو تقبله أو حتى تجاهلها. لا يوجد إنسان كامل بما في ذلك أنا وأنتِ. تجربة مع شخص واحد من بين 10 ملايين رجل في سن الزواج تقريبا في مصر ليست دلالة على أي شيء. ما الذي يمنع من تجربة أخرى ثم أخرى؟ انظري حولك كم فتاة خطبت مرتين وثلاثة وأكثر. كل هذه تجارب للوصول لشريك الحياة الأنسب. إذا كنتِ تعتقدين أن تجاربك أكثر من اللازم، فلربما يكون السبب في طريقة الاختيار، أو حتى قبول من يطرق الباب أولا ويلح في طرقه، أو حتى المحيط محدود الاختيارات المناسبة. ربما تحتاجين لشيء من التغيير للوصول لنتيجة مختلفة إن كانت هذه هي الحال حقا. كذلك، من ذا الذي يحصر الحب في الزواج؟ بل على العكس، من أبرز أسباب فشل الزيجات هو توقع طرف أو كلاهما أن يغنيه الآخر عن باقي الحياة الاجتماعية، فينتظر من الآخر أن يكون الحبيب والونيس والجليس، والرفيق والصديق، والأب والأم والأخ، والحكيم والاستشاري والخبير وأكثر. قد يحتمل الآخر بعض الوقت حتى يحترق، أو حتى عن شريك حياته يفترق. الحب العاطفي المفضي للزواج أو الناتج عنه - أيهما يأتي أولا - لن يكفي أي شخص ويغنيه عن حب دائرته ومحيطه الاجتماعي. أرى أن الزواج والارتباط العاطفي ليس إلا حلقة في سلسلة طويلة من أنواع الحب التي يحتاجها الإنسان. استعيني بالأنواع والأشكال الأخرى للحب حتى تجدي شريك الحياة المناسب. على صعيد آخر، الرجل والمرأة كحروف الأبجدية والأرقام، لا يمكن أن نقارن الواحد بحرف الألف، أو كما يُقال في الإنجليزية: لا يمكنك مقارنة التفاح بالبرتقال. لا يمكن مساواة الرجل بالمرأة ولا تصح في رأيي المقارنة من الأساس. وعليه، لا يمكنك أنتِ ولا لأي شخص متدبر أن يرى النساء أقل قدراً من الرجال أو العكس. فلكلٍ دوره وخصائصه ونقاط تميزه. أخيراً، من الطبيعي أن تنسل مشاعرك من آنٍ لآخر في وحدتك من وراء سد الصلابة والتماسك النفسي الذي أنعم الله عليكي به. هذا التنفيس أفضل بكثير من انهيار السد ومواجهة الطوفان من وراءه. لكنك بالتأكيد تحتاجين إلى التنفيس عن مشاعرك بحجم أكبر وبشكل صحي أكثر. حاولي استغلال المقربين من دوائر الأسرة والأصدقاء في إخراج شيء من مكنون قلبك وعقلك. أخرجي ما ترينه مناسباً كافيا ليسترخي ذهنك قليلا، ودون أن تفصحي عن كل أسرارك. أو حتى استخدمي منصات التواصل الاجتماعي بشكل مجهول لإخراج كل ما تريدين كما فعلتي هنا. ذكر صديق لي مقولة في سياق مختلف وبمعنى مختلف، ولكني أراها مناسبة هنا أيضا. قال لي: الشكوى رقوة، من الرُقية.
لو رغبت في شراء قطعة ما من الملابس ولم أجد ما يناسبني، فعلى الأرجح أنني في المتجر الخطأ، ولا يمكنني القول أن السوق كله لا أجد فيه ما أريد. في هذا المثال، من الطبيعي ألا يكون كل المعروض مناسباً وطبيعي أن أستغرق بعض الوقت لأجد ما أريد. أما السند، فهو من أوجه الاحتياجات البشرية أيضاً والتي ينبغي ألا تنحصر في الزوج أو الزوجة. قد يمكن لزوج أن يكون سنداً ودعماً نفسياً قوياً في جوانب عدة لكن بالتأكيد ليس فيها كلها. بعض أنواع الدعم لن يأتي أبداً من الرجال وستكون دائماً النساء هن الأفضل في تقديمه لبعضهن، تماماً كما يحدث بين الرجال في بعض مناحي الحياة. منصات التواصل الاجتماعي تبرز دائماً الوجه الأقبح للمجتمعات، فمن الأسهل على الناس أن تنشر مشكلاتها ومصابها، وعادة ما يتضامن الناس في المشكلات أكثر من المباهج. لذلك فالنظرة العابرة توحي لصاحبها أن المجتمع فاسد لا خير فيه على خلاف الواقع. يكفي أن التضامن آنف الذكر دليل في حد ذاته على الخير الموجود في الناس. لن أنكر أن الأمور أسوأ مما كانت عليه قبل بضع أعوام بسبب تردي الأوضاع العامة، لكن في المقابل تقتضي حكمة الله اتزان كل شيء، فكما يزيد بعض الناس فساداً وسوءاً، حتماً هنالك من ازداد خيراً وحُسناً. ذكورية المجتمعات في رأيي بدعة أصحاب الحركات النسوية - رجالاً ونساءاً - فيلتقطوا أحداثاً شاذة مهما كثرت ويسلطوا عليها الأضواء والكاميرات والأخبار ليضخموا حجمها، ويصوروها واقعاً دارجاً يحدث كل يوم وفي كل بيت وعمل. بالتأكيد هنالك الرجل الذي سرق إرث أخته، أو أهان أمه، أو ضرب زوجته وابنته، وهذا يحدث في كل مجتمعات العالم وعلى مر العصور ولا شيء جديد فيه، ولكن هل يتحدث الناس عن ملايين الزيجات في مصر التي لا تواجه إلا الخلافات الزوجية البسيطة والعادية وتستمر زيجاتهم؟ هل تتحدث حركات النسوية عن ملايين الوفيات وتوزيع الإرث بشكل طبيعي دون أكل حق الوارثات؟ وهل... وهل... وهل! إهانة السافلون لبعضهم بالأمهات دليل على عظمة شأنها حتى عند أولئك السافلين. السافلون لو علموا أن السباب بالأب أكثر أذى، لسبوا بعضهم بالأب. أنا واحد من أصحاب الأعمال الذين حاولوا الاعتماد على النساء في العمل أكثر من الرجال، ظناً مني أنهن أكثر استقراراً في العمل لأن الشباب على استعداد دائم للانتقال لشركة أخرى تمنحه راتباً أو ميزة أفضل؛ فما وجدت إلا النقيض حتى ترسخ في ذهني أن الفتيات لا يردن العمل إلا لأن الإعلام ضخ في عقولهن أنها مساوية للرجل ويمكنها حمل ما يمكنه هو، ولكن عندما توضع في الاختبار الحقيقي تترك العمل لتعود لبيتها. في تجربتي الخاصة، كانت الآنسات تترك العمل بملء إرادتهن ولم تعد إحداهن للعمل إلا بعد احتياجهن للدخل الإضافي. أما السيدات، فرأين أن بيوتهن أولى بمجهودهن وانتباههن عن العمل فتركنه أيضاً. يمكنني أن أسرد عشرات الأشياء التي تثبت أن المرأة مميزة في العمل عن الرجال ولا يتسع المجال هنا لذكرها. يستحيل أن يكون مجال العمل ذكورياً، بداية من تخصيص المناطق النائية والمهام الصعبة والورديات الليلية للرجال عن النساء، وصولاً إلى عدم تطبيق الخدمة العامة الإلزامية على النساء إلى حد أن غالبية الناس تجهل وجودها في مقابل سجن ومعاقبة أي شاب يتخلف أو يتهرب منها. حسب معرفتي بالتاريخ في الحضارات الأكثر بروزاً، كالرومانية والفارسية واليونانية والمصرية، فقلة قليلة من السيدات التي بلغن الحكم، وفي العادة لم يستمر حكمهن لفترات طويلة بل وجاء في خضم أحداث استثنائية كشجرة الدر على سبيل المثال. أرجو منك الاسترسال في هذه النقطة لو أردتِ. مبلغ علمي أن حضارة واحدة في الأمازون هي التي كان للمرأة شئون الحكم والحرب، ويتداول عنها قصة غير مؤكدة أن مجنداتهن اضطررن لقطع أثدائهن لتمكنوا من استخدام القوس والنبال. لو صحت هذه القصة، فهذا الشذوذ يؤكد القاعدة في أن النساء لم يخلقن لمثل هذا إلا بتنازلهن عن شيء من أنوثتهن وأدوارهن الأنسب لهن، وعدم قابلية هذا الوضع للاستمرار لفترات طويلة. لا أقول هنا أن المرأة أقل شأناً من الرجل، فقط أن الأدوار المختلفة قد يصلح لها النساء دون الرجال، أو أكثر منهم، والعكس.
تم النشر الثلاثاء، ١٣ أغسطس ٢٠٢٤
بالضبط يا مي، وصف كيد النساء بالعظيم لم يكن تقريرًا من الله عز وجل، بل وصف من رجل!
تم النشر الاثنين، ١٢ أغسطس ٢٠٢٤
من قال إن كيدكن عظيم كان العزيز في قصة سيدنا يوسف والقرآن فقط نقلها على لسانه.
تم النشر الأحد، ١١ أغسطس ٢٠٢٤
سورة يوسف الآيه 28 ... الله أعلم في تفسيرها بس مذكوره فالقرآن عن النساء
تم النشر الأحد، ١١ أغسطس ٢٠٢٤
عزيزتي الله لم يقل عن النساء إن كيدهن عظيم!
تم النشر الأحد، ١١ أغسطس ٢٠٢٤
تجاربي مش كتير ولا حاجه انا علاقه واحده كانت حقيقيه بس الباقي علاقات عابره صداقه او حاجه مش جديه يعني بس بيبقا مثلا حد ممكن انجذبت ليه فأبدأ ادرسه الاقيه لا عاطفيا مش هيبقا كويس او كدا او شخص مش ناضج او شخص متلاعب .. ومش فكرة أنيس علي قد ما سند حد يشجعني ويكون جمبي ويكون حنين معايا بس حد يحسسني ان الدنيا بخير لان انا كل اللي شيفاه ان الناس كلها وحشه ومؤذيه بالنسبالي لاني بقيت شخص حساس اكتر فمعدتش بتحمل اتعامل مع اي حد ... بالنسبه للرجل والمرأه المجتمع بقا ذكوري بشكل مبالغ فيه برغم انا عندي يقين ان ربنا ادي للراجل القوه عشان جوانب معينه والست اداها برضه مواصفات ودماغ لا تقل شيء عن الراجل فحاجه مع ذلك كمية استهزاق بالست غير طبيعي فكل حاجه وكل حاجه يقولك عالمطبخ استهانه بينا وبقدراتنا فكل حاجه بقينا ملطشه للي رايح واللي جاي واما ولد يحب يقلل من صاحبه يقارنه بالبنت والراجل لو حس انه بيتقارن ببنت يبقا بالنسباله استهزاق يعني بيشوفوا ان الست رمز للضعف والمهانه لدرجة شتايم الام كمان كترت يعني امهاتكم اللي ربتكم وتعبت فيكم وشالت اللي انتم متعرفوش تشيلوه بتشتموها ! زي ما الراجل بيتحمل حاجات وانا والله لا اعتراض ان الراجل بيتعب فحياته ومسؤولياته بس احنا برضه بنتعب واحنا اللي بنربي واحنا اللي بنتبهدل تقليل من قدراتنا من بعض الاشخاص الغير سويين نفسيا ومتربيين فمجتمع بيشوف الست انها رمز للضعف والمهانه !! برغم ان فالقرآن ربنا قال( إن كيدهن عظيم ) فدا معناه ان الست بتعرف تاخد حقها وان الست مش ضعيفه اتعملنا سوره فالقرآن كامله عننا والرسول صلي الله عليه وسلم كان بيرفع من قدر المرأه هو والصحابه وأيام القدماء حتي كانت الست هي اللي بتقود مش الراجل وكان الراجل يبقا تابع للست دلوقتي بقا الراجل له حق السيطره وله حق الاستهزاق بالمرأه والتقليل منها برغم دا انا مبقولش القياده مش للراجل بس بقول ان حرام المفروض كل منطلع قدام نتقدم مش نتأخر بالفكر
تم النشر الأحد، ١١ أغسطس ٢٠٢٤
لعرض الإجابة في فدني اضغط هنا