السلام عليكم ورحمة الله، على مر التاريخ كانت هذه البشاعات موجودة وترتكب منذ الأزل... سترينها في جرائم الإبادة العرقية حول العالم وفي معظم الحروب ومحاكم التفتيش وبشائع أخرى في العالم. كل ما في الأمر أن الانترنت جعلنا نقرأ ونعرف ونرى بأعيننا ما يحدث في كل مكان بالعالم. أما بالنسبة لكيف يكون هؤلاء بشرًا؟ فالبشر ليسوا ملائكة وليسوا شياطين أيضًا هم كما قال الله عزوجل (فهديناه النجدين) (ونفسِ وما سواها فألهمها فجورها وتقواها) الإنسان داخله الجانبان وله اختيار أي جانب سيتغلب داخله... الإيمان والقرب من الله وترويض النفس يجعله يتغلب على جانبها الأسود بينما من ترك نفسه للشيطان وغلّب هوى النفس وشهواتها ودنوها وأطماعها فتوقعي أن ينزل أسفل سافلين. *** قرأت ذات مرة عن تجربة نفسية تُعرف باسم (تجربة سجن ستانفورد) يمكنك البحث عنها وقراءتها بالتفصيل... قام فيها العلماء بتقسيم مجموعة من الطلاب إلى قسمين سجانين ومساجين وتم حبك التجربة كأنهم في سجن حقيقي وتم منح السجانين سلطة مطلقة في التحكم في المساجين وعقابهم والسيطرة عليهم. ماذا كانت النتيجة؟ خرجت التجربة عن السيطرة وتم إيقافها لأن الطلبة الذين لعبوا دور السجانين مع السلطة المطلقة التي حصلوا عليها تحولوا إلى وحوش سادية والمجموعة الثانية عانت من تعذيب وأساليب سادية بشعة على يد زملائهم. كل هذا من أشخاص عاديين وضعت في أيديهم سلطة مطلقة. تخيلي إذن سجانين حقيقيين قضوا سنوات يتحكمون في أشخاص لا حول لهم ولا قوة... لا أستغرب أبدًا تحولهم إلى شياطين ومرضى ساديين بهذه البشاعة التي قرأنا عنها. *** بالنسبة لسؤالك كيف لهؤلاء أن يحبوا أبناءهم وزوجاتهم؟ عادي.. لا أستغرب أن يكون منهم من يحب ويهتم بأولاده لكن أيضًا منهم من ينقل أمراضه النفسية إلى عائلته سواء بتعذيبهم وتعنيفهم أو بإنشائهم على نفس معتقداتهم. وعامة ستجدين هؤلاء يبررون لأنفسهم أنهم على حق وأن هؤلاء الذين يعذبونهم هم إرهابيون وخونة ويستحقون العقاب... أعوانهم وأولادهم ربما يعتقدون نفس الأفكار وسيبررون أفعالهم أيضًا. *** في النهاية الحمد لله أن هذه الدنيا مجرد دنيا مؤقتة وهي أيام قليلة نحياها والحمد لله أن هناك رب يحاسب وهناك آخرة وحساب. لولا أنني أؤمن بعدل الله لقلت أن هؤلاء يستحقون عذابًا أشد من نار جهنم لكن الله اختارها للمجرمين لذا فلا بد أنها كافية لهم.
وعليكم السلام ، اشكرك جدا 🤍
تم النشر الأربعاء، ١١ ديسمبر ٢٠٢٤
لعرض الإجابة في فدني اضغط هنا