« قضية أيهما العلم»
قد تربينا في مدارسنا عن أهميه العلم وقد شُرح لنا من معلمينا عن أهمية طلب العلم وأنه فريضه على كل مسلم ومسلمه وقد قال الله تعالى " هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون "
ولكن ظهر جدال في حياتي وصراع بين الحق والباطل لم ينصف أي منهما على الأخر
قد كان لي صديق ذهب إلى شيخ أو نقول معلم للشريعه كما نعلم فهو في مجتمعنا يوجد كثير من طلاب العلم الشرعي فاللهم بارك.... المهم بدأ معهم في كتاب خلاصة تعظيم العلم
وطلبت من صديقي أن يرسل لي محاضرات أستمع لها نظرا لعدم مقدرتي للذهاب معهم
وسمعت من المحاضره العلم وشرحه جميل لكن قال في الشرح جمله استفزتني واختلقت في نفسي صراع
قال أن العلم المقصود به في القرآن والسنة هو علم الشريعة والدين واستشهد بقول الله " إنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ " وقال أن العلماء ورثة الأنبياء
فهل الأنبياء يورثوا كيمياء أو فيزياء أو طب مع أنها من أجمل العلوم وأن خشيه الله تزيد في الإنسان لو كثر علمه بالدين مع أنني كنت اتعلم العلوم في الثانويه وأربط ما استطيع منه بالدين والاعجاز العلمي بالقرآن وأسبح ربي من عظمة ما تعلمت وعشق ما أحب في العلوم
إلى أن جاء الشيخ وشرح الايه هكذا وسألت صديقي قال أنه لو عالم هندي مثلا له علوم كثيره مثل العلماء الذين أحبهم
فإنه ما نفعه علمه وهو كافر اصلا ويعبد البقر فعلم الشريعه المقصود في الكتاب والسنه
هنا شعرت باستفزاز أكثر كيف ذالك وشريعتنا لنا نحن المسلمين تعطينا مزايا فمثلا كمسلم يفعل الخير يشعر احساس داخلي جميل مثل الملحد او أي مله لديهم نفس الاحساس لكن المسلم الوحيد فيهم من يبقى له العمل هذا في الاخره
لكن الأمر اصبح شبهه كل ما أحاول التواصل مع أمناء فتوه أجدهم مشغولين
وقد تعبت نفسي من هذا الموضوع استمر لمده شهر معي مع العلم إنني كنت أشجع نفسي على الدراسة بقول الله
" يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات "
فهنا ربط الإيمان والعلم وقد كنت أري من الناس يصلون إلى الإسلام بسبب معلومة موجوده في القرآن على سبيل المثال وتدبر أحكام ومعجزات علمية وربط العلم مع المنطق للخروج من الإلحاد ونظرية التطور وغيره فالعلم الدنيوي يبني الأمم ولو تمكنا نحن المسلمين منه لسبقنا الغرب أميال وأميال
ولا جدال في علم الدين أنه دونه نهلك في خطايا وجهل قد يؤثر في مستقبلنا وأبنائنا فنحتاج للتسلح بالقرآن والسنه ونحن نرى أناس يدخلون أفواجا إلى الإلحاد وتأتي افكار محرمه وشيوخ ضلاله على المجتمع فقط من لديه العلم يستطيع أن يحتمي فلا جدال في علم الشريعة إنما علم الدنيا
قد شرحت لكم الموضوع وأتمنى لو كانت مرت عليك /عليكي
نفس القضية أن تحاول مساعدتني لأنني في شبهه أحرقت أعصابي حرفيا.... وشكرا لكم على حسن الإطلاع
شكرًا جزيلًا على طرح هذه المسألة. بشأن الأخذ من العلماء والشيوخ فكلٌ يؤخذ منه ويُرد إلا المعصوم عليه الصلاة والسلام. عندما تقابلك أي شبهة أو مشكلة استمع لعلماء الدين وارجع لآراء الفقهاء وإجماع الأمة (لا أنصح أبدًا بالاستماع لآراء المشككين أو الملحدين لأنهم لهم طرقهم النفسية في التلاعب وتزوير الأدلة والتدليس لإدخال الشبهات في القلوب) ادرس آراء العلماء وكون رأيك واسأل الله أن يهديك للحق في أي مسألة تبحث عنها. ** بالنسبة للآية فهي تتحدث عن العلماء الذين يخشون الله وهؤلاء يمكن أن ينطبق عليهم أن يكونوا علماء بالشريعة والدين أو بعلوم الدنيا. لأن المقصود كله أن يكون العلم دافعًا للتعرف على الله وخشيته. لا أعرف إن كانت تدليله بالعالم الهندي هنا في أن يقصد أن علمه لم ينفعه لأنه لم يقده إلى معرفة الله بحق ولم يقده لتحقيق الخشية التي ذُكِرت في الآية فهو محق لكن لا علاقة لهذا بكون العلم ليس علمًا دينيًا. سياق الآية نفسها، لو رجعنا للآيات التي قبلها ستجد أنها تحدثت عن إرسال الأنبياء بالبينات والزبر والكتاب ثم تحدثت عن آيات الله الدالة عليه في الكون والذي يوصف بكتاب الله المنظور ثم تابعت الآيات التأكيد على تلاوة كتاب الله وإقامة فرائضه من صلاة وزكاة. فأرى فيها جمعًا بين العلمين والسبيل الوحيد الذي يجب أن نخرج به منهما وهو خشية الله وإقامة فرائضه لنكون من الذين يوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله. ** (وَإِن يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالزُّبُرِ وَبِالْكِتَابِ الْمُنِيرِ (25) ثُمَّ أَخَذْتُ الَّذِينَ كَفَرُوا ۖ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ (26) أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُّخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا ۚ وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ (27) وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَٰلِكَ ۗ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ (28) إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ (29) لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ ۚ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ (30) ** الإسلام عامة مع تركيزه على بناء العلم الشرعي أولًا ليضبط به البوصلة فهو كذلك يشجع العلوم الدنيوية... فقط يؤكد على أن تكون هذه العلوم منضبطة وفقًا للمنهجية الإلهية. أنت تقول أننا كنا سنسبق الغرب لو اهتممنا بهذه العلوم، الحقيقة أننا لقرون كنا كذلك في الفترة الذهبية للأمة لكن ليس لاعتمادنا على العلوم الدنيوية فقط بل لأننا لم نهمل الجانبين. لم يسبق العالم المسلمين لأنهم اقتصروا على العلم الشرعي وتركوا العلوم الدنيوية بل لأنهم حين اقتصروا عليه فعلوا ذلك بطريقة خاطئة وهمشوا كثيرًا من الجوانب التي يفرضها أصلا العلم الديني مثل الاهتمام بالعلوم الدنيوية وتعليم المرأة فبعد أن كان يمكن أن ترى كبار علماء المسلمين يتعلمون على يد شيخات وعالمات صار تعليم المرأة حرامًا وظهرت قيود عادات وتقاليد ليس لها علاقة بالشرع. وهذا أيضًا كان من أسباب السقوط. *** العلم الدنيوي الذي يؤكد عليه الإسلام هو العلم الذي يقود إلى التعرف على الخالق وخشيته والالتزام بفروضه ونواهيه والتي تؤدي بالتبعية إلى تغليب المصلحة وإبعاد الضرر عن البشر. فمثلًا، الغرب فصل بين العلم والدين... لذا لم تكن هناك مشكلة في عمل قنابل نووية تقتل الملايين بضغطة زر ولا مشكلة في تجارب علمية تُستغل في الحروب الكيميائية والبيولوجية، ولا مشكلة لديهم في استغلال الطب في التحويل الجنسي وعمليات التجميل (تغيير خلق الله) ولا مشكلة في استغلال بقية العلوم في إضرار البشر والأرض لتحقيق مكاسب خاصة بهم. هذا العلم لا قيمة له عند الله. والعلم الذي لا يقود صاحبه إلى معرفة الله وخشيته لا فائدة لصاحبه منه لكن يمكن أن تنتفع منه البشرية. ولا شك أبدًا أن الإسلام شجع على العلوم الدنيوية لكن كما قلت كانت الأولوية ضبط العلم الشرعي أولًا لأنه القادر على ضبط بوصلة العلوم الأخرى وكيفية استخدامها في النفع لا في الضرر. تحياتي.
تم النشر السبت، ٢ نوفمبر ٢٠٢٤
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته. انا هناقش معاك الموضوع يعني مش بطريقه فقهيه لانه يعني ده ليس العلم الذي اتجه في بخبرتي. وزي ما انا وضحت كده وقلت واتكلمت عن نفسي. انا في اتجاه معين من العلم لكن ده لا يمنعني اني بداخل العلم ده اكون بتكلم عن الشريعه واوامر الله ونواهيه والاسلام والضوابط والاحكام وكل الكلام ده. المعضله بتاعه الدين والدنيا. بيوقف قدامها كده الناس شويه وكانه هم منفصلين لكن الحقيقه هم مش منفصلين انا مقتنعه تماما بانه كل ميسر لما خلق له. كل شخص مننا مخلوق عشان هو ليه مكانه اللي هيؤدي فيه دوره. فاذا كلنا اتجهنا للعلوم الشرعيه فقط وقعدنا نتبحر فيها وسيبنا علوم الطب. تفتكر ده هيودينا فين وكلنا تبحرنا في العلوم الفقهيه وسيبنا الهندسه ده هيودينا فين؟ للاسف الشديد لما بتكون الفكره كده ااا الانسان بيبقى متخبط ويحصل له زي ما حصل لك كده ويبدا يكره العلوم اللي هي بتدخل بقى كده ما بين قوسين انها علوم الدنيا ولكن اللي هيخلي العلم هو علم دنيا لما يكون غير متصل. بعباده ربنا في اي حاجه انا هعملها في العلم ومش حاطط جواها. عبادتي لربنا وانا ازاي ده مربوط بالدين فهو هنا فعلا هيكون علم دنيا فقط. لكن طول ما انا كل حاجه بدخل فيها. الرابطه الطبيعيه الفطريه ان كل شيء تحت ملك ربنا فانا مش شايفه ان هنا في جدال او في هنا معضله خالص علشان كده انا بحترم قوي العنوان بتاع ما لا يسع المؤمن جهله. يعني في حاجات كده اللي هو دي الاساس الفاونديشن اللي ما ينفعش الشخص المسلم يكون عنده جهل بيها فهو ده مقدار العلم الشرعي اللي ضروري يكون عنده ايا كان بقى هو بيشتغل ايه ثاني في الحياه او هو اتجاهه ايه في الحياه او ايه هو العلم الاخر اللي هو متبحر فيه وربنا اقامه في هذا الجزء في الارض وفي الدنيا. ففي حاجات هيبقى ضروري يكون عارفها ليه بقى ضروري يكون عارفها وليه ما ينفعش يكون جاهل بيها علشان ما يبقاش عرضه انه يحصل له فتنه في امور الدين وعن طريق علم الدنيا دي الحاجه اللي يعني ربنا يثبتنا ويبعدنا عنها اللي حصلت مع كثير من العلماء لما تبحروا قوي في العلم اللي هم بيدرسوه وكانوا موقفين الجزئيه بتاعه الدين. بداوا يحسوا بعظم العلم ده ونسيوا العظم الحقيقيه اللي هي عظمه ربنا لانه كله تحت المظله بتاعه دي ارض خلقها ربنا وكل شيء موجود فيها بتتجلى فيها عظمه الخالق. فمهما احنا شفنا اللي بنعمله حاجه عظيمه جدا فهو كله من عظمه الخالق.
تم النشر الأحد، ٣ نوفمبر ٢٠٢٤
تم النشر الأحد، ٣ نوفمبر ٢٠٢٤
عزيزي سلمان، أشكرك على مشاركتك لمشاعرك وأفكارك العميقة حول موضوع العلم والشريعة. فمسألة العلم لها أهمية كبيرة في حياتنا، سواء من الناحية الدينية أو الدنيوية. نعم، كما تعلم، يتحدث القرآن الكريم عن العلم وأهميته، حيث أن العلم الشرعي هو أساس فهم ديننا والاحتكام له. ولكن، يجب أن نُدرك أن العلوم الدنيوية، مثل الكيمياء والفيزياء والطب، لها أيضًا مكانتها وأهميتها في بناء المجتمعات وتقدمها. فكل علم يُعزز فهمنا ورؤيتنا للعالم من حولنا ويُساهم في تطويره. لا يجب أن نقع في فخ التفكير بأن العلم الشرعي فقط هو ما ينقذنا أو يرفعنا، بل ينبغي علينا أن نعمل على دمج كلا النوعين من العلم: الشرعي والدنيوي. لذا، يحق لك كمؤمن أن تُعتمد على كل ما يُعزز إيمانك ويزيد من فهمك للحياة من خلال مختلف العلوم، فكل ما يدفعك نحو الإيجابية والارتقاء يجب أن يُعتبر نافعة. وقد أثبت تجارب عدة أن الكثير من المسلمين استطاعوا دمج علومهم الدنيوية مع معتقداتهم الدينية، مما أدي إلى توفير بيئات خصبة للعلم والمعرفة. أما بالنسبة لما ذكرته حول العلماء ووراثة الأنبياء، فهذا تأكيد على أهمية العلم الشرعي ودوره في توجيه الناس نحو الخير. ولكننا يجب أن نتذكر أن الله قد ميز كل علم يجعل الإنسان منسجمًا مع قيم الإسلام وموحدًا لله. إذا كنت تشعر بالقلق أو الاستفزاز من بعض الآراء، من المهم التواصل مع علماء ثقات وتبادل النقاشات معهم، فحوار الأفكار هو سبيل لتحصيل العلم من جهات متعددة وإزالة الشكوك العالقة. إجمالاً، من المهم التركيز على ما يجعل إيمانك أقوى، ويساعدك على فهم الدين بشكل أعمق دون إغفال أهمية العلوم الدنيوية ودورها في المجتمع. لا تتردد في الاستمرار في السعي وراء العلم، وابتغاء ما يُفيدك في الدارين. نسأل الله لك التوفيق والسداد، وأن يُنير لك الطريق نحو الحق.
تم النشر السبت، ٢ نوفمبر ٢٠٢٤
لعرض السؤال في فدني اضغط هنا