الاعتقاد بالأبراج وتصديقها يعد من الأمور المحرمة في الإسلام، لأنه يدخل في التنجيم والتكهن بالغيب، وهو أمر لا يعلمه إلا الله. وفيما يلي شرح تفصيلي مع أدلة من القرآن والسنة: --- أولًا: مفهوم الأبراج وتحريمها الأبراج هي اعتقاد أن مواقع النجوم والكواكب تؤثر على حياة الناس وسلوكياتهم، وقد تصل إلى التنبؤ بالمستقبل. هذا مخالف للعقيدة الإسلامية، لأن علم الغيب من اختصاص الله وحده. --- الأدلة من القرآن الكريم 1. الله وحده يعلم الغيب: قال الله تعالى: "قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِى ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ ٱلْغَيْبَ إِلَّا ٱللَّهُ" (سورة النمل: 65). الآية تؤكد أن الغيب لا يعلمه إلا الله، وتصديق الأبراج هو ادعاء بأن الإنسان يمكنه معرفة ما سيحدث، وهذا يناقض التوحيد. 3. النجوم خلقها الله لأغراض محددة: قال الله تعالى: "وَلَقَدْ زَيَّنَّا ٱلسَّمَآءَ ٱلدُّنْيَا بِمَصَٰبِيحَ وَجَعَلْنَٰهَا رُجُومًا لِّلشَّيَٰطِينِ" (سورة الملك: 5). النجوم والكواكب لها وظيفة واضحة كزينة للسماء وهداية في الظلام، وليس لها علاقة بمصائر الناس. --- الأدلة من السنة النبوية 1. النهي عن تصديق الكهان والمنجمين: قال النبي ﷺ: "من أتى عرافًا أو كاهنًا فصدَّقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد" (رواه أحمد). تصديق الأبراج يشبه تصديق الكهان والمنجمين، وهو من الكفر. 2. النهي عن سؤال العرافين: قال النبي ﷺ: "من أتى عرافًا فسأله عن شيء، لم تُقبل له صلاة أربعين يومًا" (رواه مسلم). مجرد سؤال المنجمين أو قراءة الأبراج في الصحف والمجلات أو التطبيقات هو من المحرمات، حتى لو لم يصدق بها الشخص. 3. التحذير من الادعاء بمعرفة الغيب: قال النبي ﷺ: "من اقتبس شعبةً من النجوم، فقد اقتبس شعبةً من السحر، زاد ما زاد" (رواه أبو داود). علم التنجيم المرتبط بالأبراج هو نوع من السحر المحرم في الإسلام. --- لماذا الأبراج خطأ وحرام؟ 1. ادعاء معرفة الغيب: الغيب لا يعلمه إلا الله، وتصديق الأبراج فيه إشراك بالله في علم الغيب. 2. تناقض مع التوحيد: الإسلام يعلّم التوكل على الله والاعتماد عليه، وليس على النجوم أو الكواكب. 3. إضاعة الوقت والتعلق بالأوهام: الأبراج تشتت الإنسان عن الأهداف الحقيقية وتجعله يعتمد على الوهم بدل العمل الجاد. 4. تشجيع الكذب والخداع: معظم ما يقال في الأبراج كذب مبني على التعميمات التي تنطبق على الجميع. --- ختامًا: دعوة للتوبة تصديق الأبراج ليس مجرد خطأ بسيط، بل قد يصل إلى الكفر. لذا يجب أن يُنصح الشخص بالتوبة والاستغفار، والابتعاد عن هذه الأمور، والالتزام بما يقربه إلى الله من ذكره وعبادته، قال الله تعالى: "وَتُوبُوٓا إِلَى ٱللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا ٱلْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ" (سورة النور: 31).
سلمك فيك بارك الله
تم النشر الخميس، ١٩ ديسمبر ٢٠٢٤
احسنتي بارك الله فيكي
تم النشر الاثنين، ١٦ ديسمبر ٢٠٢٤
لعرض الإجابة في فدني اضغط هنا